انقسم العالم حول جائزة نوبل للسلام التي حاز عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بين مؤيد وممتعض، إذ يعتبر الفريق الثاني بأنه لا يستحق التكريم لإرساله قوات إضافية للحرب في أفغانستان ونجاحاته القليلة التي حققها على صعيد السياسة الخارجية. وسط هذا الجدل اللامنتهي وصل الرئيس الأمريكي العاصمة النرويجية برفقة زوجته ميشيل ليتسلم الجائزة، وبذلك يصبح ثالث رئيس أمريكي يفوز بالجائزة أثناء وجوده في المنصب بعد تيودور روزفلت وودرو ويلسون. وفاز جيمي كارتر بالجائزة بعد عقدين من تركه المنصب. ومن بين الشخصيات البارزة التي فازت أيضا بجائزة نوبل للسلام نيلسون مانديلا ومارتن لوثر كينج. وسيتسلم أوباما الجائزة بعد تسعة أيام فقط من إصداره الأمر بإرسال 30 ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان لقلب موازين الحرب مع طالبان. وقال مسؤول بارز بالإدارة الأمريكية إن الإعلان عن زيادة القوات قبل وقت قصير من مراسم تسليم جائزة نوبل من المفارقات التاريخية المثيرة للاهتمام، وأن ذلك لم يفت على الرئيس. وتسلم أوباما الجائزة في حفل يقام في قاعة بلدية أوسلو. وقال مساعدون إن أوباما المعروف بمهاراته الخطابية الرفيعة ظل يعمل على كلمته التي يقدر أن مدتها تتراوح بين 20 و25 دقيقة حتى الساعات السابقة لرحلته. وتظهر بعض استطلاعات الرأي أنه في حين يفخر الكثير من الأمريكيين بتلقي أوباما الجائزة فإن الأغلبية تشعر أنها غير مستحقة. ولا يزال الأمريكيون قلقين بشأن الاقتصاد مما أدى إلى انخفاض معدلات التأييد لأوباما إلى 50 في المائة أو أقل ويحتمل أن يضر هذا بحزبه الديمقراطي في انتخابات الكونجرس التي تجري العام المقبل. وذهل كثيرون بينهم البعض في البيت الأبيض حين أعلنت لجنة نوبل في أكتوبر أنها ستمنح جائزة السلام لأوباما نظرا لجهوده الاستثنائية لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب، واستشهدت بسعيه إلى نزع السلاح النووي. ووصف منتقدون القرار بأنه سابق لأوانه لأن أوباما الذي تولى الحكم في يناير لم يحقق الكثير من المكاسب الملموسة في ظل مواجهته تحديات تتراوح من الحرب في أفغانستان والمواجهة النووية مع كل من إيران وكوريا الشمالية إلى التغير المناخي. ويعتزم نشطاء في أوسلو مدافعون عن البيئة مواصلة الضغط على أوباما خلال احتفالات نوبل لتوقيع اتفاق في كوبنهاجن. وذكر المسؤول بالإدارة الأمريكية أن أوباما سيتطرق للحرب في أفغانستان خلال كلمته في أوسلو وسيتحدث عن التناقض الذي ينطوي عليه تلقي رئيس تخوض بلاده حربين جائزة للسلام. ويعزى الفضل على نطاق واسع لأوباما في تحسين صورة أمريكا العالمية بعد فترة رئاسة سلفه جورج بوش التي استمرت ثمانية أعوام والذي أبعد الحلفاء بسياساته التي كانت معظمها أحادية مثل الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 للعراق.