تكتحل العاصمة الرياض اليوم والوطن بأسره بهطول محيا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، عائدا يرفل في ثوب الصحة والسلامة. المملكة موعودة بمساء مختلف يزهو بأمير الخير، صاحب الابتسامة التي تحتضن الشعب بالحب والعطاء، حتى غدا اسم «سلطان الخير»، مسمى لا يغادر شفاه الناس على امتداد الوطن وحتى خارجه. الفرح الشعبي العارم بعودة الأمير سلطان أتت تتويجا لمسيرة رجل فتح قلبه وما يملك للوطن وأهله، طيلة أعوام كان فيها القائد الفذ واليد المعطاءة، صاحب الرؤية السديدة والقرارات التاريخية. في مدرسة المؤسس ولد ولي العهد في 16 من شعبان 1349ه الموافق للخامس من يناير 1931م في مدينة الرياض، نشأ وترعرع في كنف والده الملك عبد العزيز مؤسس البلاد، وتعلم القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية على يد كبار العلماء وتوسعت معارفه بمطالعاته المكثفة في مجالات المعرفة والدبلوماسية. مشاركات تاريخية شارك الأمير سلطان في معظم وفود المملكة الرسمية التي ترأسها الملك فيصل بن عبد العزيز لحضور مؤتمرات القمة العربية والإسلامية وجلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وترأس الأمير سلطان بن عبد العزيز وفودا رسمية في زيارات خارجية متعددة منها وفد المملكة في احتفالات هيئة الأممالمتحدة عام 1406ه في ذكرى مرور 40 عاما على تأسيسها وفي الذكرى الخمسين لها في عام 1416ه. كما رأس ولي العهد وفد المملكة المشارك في الاجتماع العام رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقد في مقر المنظمة الدولية في نيويورك عام 1426ه بمناسبة الذكرى ال60 لإنشاء المنظمة. وفي شهر ذي القعدة من العام 1428ه رأس وفد المملكة في قمة أوبك الثالثة المنعقدة في الرياض. يعتبر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، مدرسة إدارية بشهادة شخصيات كثر عملت معه، حيث ساهم إدارة ملفات مهمة وحلحلت مشكلات معقدة. تقلد الأمير سلطان مناصب مهمة منذ عهد والده الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن، حيث عين أميرا للرياض في الأول من ربيع الثاني عام 1366ه، وأوكلت إليه حقيبة وزارية للزراعة في ال18 من ربيع الثاني عام 1373ه الموافق 24 ديسمبر 1953م، ولم يمر عامان حتى ليأخذ ملف المواصلات وزيرا في 20 ربيع الأول 1375ه والتي دخلت منعطفا مهما شهد تنمية واسعة أثمرت شبكة من الطرق على مستوى البلاد. وعطفا على النجاحات المتلاحقة التي حققها الأمير سلطان في مهمته الإدارية السابقة، أتت الحقيبة الأبرز والتي ما زال يوليها حتى اليوم اهتماما رفيعا أسهمت في تعزيز قوة الوطن، حيث عين وزيرا للدفاع والطيران في الثالث من جمادى الآخرة عام 1382ه. ومع تولي الملك فهد بن عبد العزيز حكم البلاد أصبح الأمير سلطان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في 21 شعبان 1402ه بالإضافة إلى مسؤولياته وزيرا للدفاع والطيران والمفتش العام، فكان عضدا للملك وولي عهده في ذلك الوقت الملك عبد الله بن عبد العزيز. وكان ال26 من جمادى الآخرة عام 1426 ه، موعدا مهما في التاريخ السعودي مع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم في البلاد، وأعلن الأمير سلطان وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء في اليوم ذاته بالإضافة إلى مسؤولياته وزيرا للدفاع والطيران والمفتش العام. سلطان الخير يحتفظ تاريخ الأمير سلطان بن عبد العزيز بسجل حافل بالأعمال الخيرة في الداخل والخارج. وبعد أعوام طويلة من المساهمات الخيرية توحدت عطاءات أمير الخير إلى عمل مؤسسي تشرف عليه جهات متخصصة؛ تنظيما لأعمالها وضمانا لاستمرارها، ومن أبرز تلك الجهات: مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، ولجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخاصة للإغاثة، وتعتبر الأولى مؤسسة غير ربحية أنشأها وينفق عليها «سلطان الخير» منذ العام 1416ه. وتؤدي المؤسسة أهدافا إنسانية واجتماعية، تتمثل في تقديم الرعاية الاجتماعية، والصحية، والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين. وتتضمن برامج المؤسسة أنشطة مبرزة في دعم الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية، الطبية، والعلوم التقنية، بالتعاون مع مراكز الأبحاث المرموقة في العالم. وتسعى المؤسسة لتحقيق أهدافها من خلال عدد من المشروعات والنشاطات، أبرزها: 1 - مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية: تعد من أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم، حيث تضم مركزا متكاملا للفحوص الطبية، والمخبرية والإشعاعية، وغرفا للعمليات الكبرى والصغرى، ومركزا للتأهيل الطبي. كما تضم المدينة مركزا لتنمية الطفل، والتدخل المبكر لمساعدة الأطفال الذين لديهم بعض الإعاقات البدنية واعتلالات النمو، والمشاكل الصحية المعقدة. وبلغت التكلفة الإنشائية لمدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية أكثر من مليار ريال. 2 - برنامج سلطان بن عبد العزيز للاتصالات الطبية والتعليمية (مديونت) MeduNet: يهدف البرنامج إلى تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي، ويقدم خدمات عديدة، منها: الطب الاتصالي، خدمات الاتصال المرئي، المؤتمرات متعددة الأطراف، أنظمة المعلومات الصحية المتكاملة، التعليم عن بعد، تصميم وتجهيز الشبكات، وتصميم وتطبيق الشبكات الافتراضية الآمنة. 3 - مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم التقنية (سايتك) Scitech: يهدف المركز إلى نشر مبادئ المعرفة، وابتكارات العلوم والتقنية باعتماد منهجية التعليم بالترفيه، والتعليم بالتجربة والمشاهدة، وتنمية حب الاستطلاع والاستكشاف لمختلف الأعمار. وبلغت تكلفته الإنشائية قرابة 270 مليون ريال. وقدم الأمير سلطان المركز إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في مدينة الظهران عام 1426ه ليستفيد منه أبناء المملكة والخليج. 4 - مشروعات الإسكان الخيري تهدف المشروعات الخيرية للإسكان إلى بناء وتمليك الأسر المحتاجة مساكن عصرية نموذجية، وأنجز منها أو قارب على الإنجاز حوالي 1550 وحدة سكنية موزعة على عدد من مناطق المملكة، وهي مؤثثة تأثيثا كاملا ومزودة بالخدمات اللازمة. ويضم كل مشروع سكني كافة خدمات البنية التحتية والمساندة. إضافة إلى المساجد، المدارس، والمراكز الصحية الاجتماعية، وبلغت تكاليف الوحدات السكنية المنجزة نحو 440 مليون ريال. 5- مشروعات خيرية أخرى، لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية، برامج متنوعة، في الأعمال الخيرية، والبحوث العلمية التي نفذتها أو دعمتها منها ما هو للجامعات والكليات الأهلية والجمعيات الخيرية أو للمستشفيات الخاصة والعامة، أو لتوفير بعض متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة من الأجهزة والمعدات الطبية المساعدة، إضافة إلى تعبيد الطرق، وحفر الآبار داخل المملكة وخارجها. كما تتضمن البرامج تشجيع الباحثين والمفكرين بطباعة مؤلفاتهم على نفقة المؤسسة، ودعم المؤتمرات والندوات المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، والعديد من المشروعات الإنسانية الأخرى. * لجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخاصة للإغاثة هدفت اللجنة إلى تقديم خدمات إنسانية وإغاثية طارئة حيث بدأت في دولة النيجر عام 1998م بتوجيه من الأمير سلطان باسم اللجنة الخاصة للإغاثة في النيجر، ثم ضمت إليها جمهورية مالي عام 1419ه وفي عام 1421ه امتد عملها لتشاد وأثيوبيا وملاوي وجيبوتي ودول أخرى. وكانت اللجنة تسير القوافل الإغاثية والطبية العامة لمكافحة الأمراض الشائعة، مثل الملاريا والعمى، كما نظمت مشروعات تنموية واجتماعية والصحية، منها: حفر الآبار، وبناء المدارس والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات ومراكز غسيل الكلى. أمير العلم والبحث يدعم الأمير سلطان التعليم وكراسي البحث والجوائز المهمة عبر حزمة من البرامج الرائدة أبرزها: كرسي الأمير سلطان للتوعية الصحية وتدريب المعلمين باليونسكو، أسس في مارس 2001م. * كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز في هندسة البيئة في قسم الهندسة المدنية التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وهو أول الكراسي والبرامج والجوائز العلمية في الجامعة. * كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز لتقنية الاتصالات والمعلومات في جامعة الملك سعود. * كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للبيئة والحياة الفطرية في جامعة الملك سعود. * كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة الملك سعود. * كرسي جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه في جامعة الملك سعود. * كرسي مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة الملك سعود. * الكرسي العلمي للأقليات الإسلامية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة. * كرسي الأستاذية لأبحاث الطاقة والمياه في جامعة الأمير محمد بن فهد في المنطقة الشرقية. * برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز للدراسات العربية والإسلامية بجامعة بركلي، كاليفورنيا، في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويهدف إلى تعليم اللغة العربية والشريعة الإسلامية، ودعم الباحثين الزائرين والخريجين وطلاب الدراسات العليا والمهتمين بدراسة الموضوعات التي تهم العالمين العربي والإسلامي، بما في ذلك اللغة والتاريخ وعلم الاجتماع وعلم الجنس البشري، كما يهدف البرنامج إلى التعريف بمبادئ الإسلام السمحة لتقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب. * برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز للتعاون الأكاديمي والثقافي مع جامعة أكسفورد لتقديم المنح الدراسية للطلبة السعودية لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مجال العلوم الإنسانية. * برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم اللغة العربية في منظمة اليونسكو. * برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز للتربية الخاصة في جامعة الخليج العربي في مملكة البحرين لإعداد المختصين في مجال التربية الخاصة وتأهيلهم. * مركز الأمير سلطان للنطق والسمع في مملكة البحرين ويهدف إلى تأهيل ذوي الإعاقات السمعية. *مركز الملك عبد العزيز لدراسات العلوم الإسلامية في جامعة بولونيا في إيطاليا ويعنى هذا المركز بدراسة العلوم الإسلامية والتاريخ والفلسفة واللغة العربية واللغات الشرقية. * مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء في جامعة الملك سعود. * جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه في جامعة الملك سعود. دعم لا يتوقف يؤمن الأمير سلطان بأهمية البحث العلمي ودوره في خدمة الإنسانية، ويعتبر داعما رئيسا لمشروعات علمية وبحثية داخل وخارج البلاد أبرزها: 1- دعم جامعة الأمير سلطان الأهلية في الرياض. 2- دعم كلية دار الحكمة للبنات في جدة. 3- دعم مشروعات أبحاث الإعاقة ومراكز المعاقين. 4- دعم مراكز أبحاث وعلاج أمراض القلب. 5- دعم أبحاث الشيخوخة والخرف في جامعة الملك سعود في الرياض. 6- دعم صندوق الحياة الفطرية. 7- دعم مشروع إعداد أطلس الصور الفضائية للمملكة العربية السعودية. 8- تأسيس مركز الأمير سلطان الحضاري في حائل. 9- رعاية مشروع الأمير سلطان بن عبدالعزيز للمحافظة على الصقور. 10- إنشاء مدارس روضة الأجيال في فلسطين. 11- دعم مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بمبلغ 10 ملايين ريال سنوياً. 12- دعم جامعة الأمير فهد بن سلطان في منطقة تبوك. 13- دعم جامعة الملك سعود ب 10 ملايين ريال سنوياً. 14- دعم المدرسة السعودية للأيتام في باكستان. 15- دعم المشروع الطبي (بكشجري) في باكستان. 16- دعم مركز معالجة الأمراض السرطانية في المغرب. 17- دعم جامعة الأزهر في مصر. 18- دعم مآوي للبنات في الفلبين. 19- دعم المركز الإسلامي في اليابان. 20- دعم المجلس الأعلى للمساجد في ألمانيا. 21- دعم المؤسسة الثقافية في جنيف. 22- دعم الهيئة العربية العليا في فلسطين. 23- دعم مشروع الموسوعة عن القضية في فلسطين. 24- دعم مركز سلطان لجراحة المناظير في كوسوفا. 25- دعم وتمويل برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمي للمنح البحثية والمتميزة في جامعة الملك سعود. 26- تمويل ودعم الجمعية السعودية للاقتصاد والجمعية السعودية للإعلام والاتصال في جامعة الملك سعود. 27- دعم الكراسي العلمية في جامعة الملك سعود بمبلغ 50 مليون ريال.