توقع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي أن يرتفع إنتاج المملكة العربية السعودية من البتروكيماويات إلى 80 مليون طن سنويا في 2015 من 60 مليون طن في الوقت الحالي. وأوضح في كلمة ألقاها أمس أمام مؤتمر الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات الرابع في دبي أن المملكة تنتج حاليا حوالي 62 في المائة من الكيماويات التي تنتجها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وحوالي ثمانية في المائة من الإنتاج العالمي. واستعرض مستقبل الصناعات البتروكيميائية في المملكة، مبينا أنه يمكن للمنتجين المحليين المساهمة في الاستثمارات المستقبلية وإيجاد المعرفة في عدد من القطاعات المختلفة، مقدما عددا من الملاحظات عما سيكون عليه الوضع في المستقبل من وجهة نظر المملكة التي تتضمن استراتجية الربط بين قطاع التكرير والصناعات الكيماوية داخل المملكة وخارجها. وأوضح النعيمي أن المملكة تسعى في الأعوام المقبلة إلى زيادة كميات ونوعيات الصادرات وتنويع صناعاتها البتروكيميائية وتحويلها إلى منتجات أكثر تطورا وتميزا مثل الكيماويات المتخصصة واللدائن الحرارية الهندسية، إضافة إلى تشجيع الاستثمار الخاص في قطاع المواد الكيماوية، حيث شرعت في تنفيذ برنامج لبناء مجمعات صناعية لتطوير ودعم عدد كبير من الصناعات الجديدة، بهدف تنمية وتنويع الاقتصاد الوطني عن طريق إنشاء مجمعات صناعية مختارة تستفيد من موارد المملكة، بما في ذلك المنتجات البتروكيميائية والقوى العاملة الوطنية. استعادة الهدوء وأكد أن الاقتصاد الخليجي بشكل عام لا يزال متينا وقويا، ومما لا شك فيه أن سلامة اقتصاد المنطقة وتنوعه بصورة متنامية سيساعد في استعادة الهدوء بعد الزوبعة العابرة، كما أنه من الطبيعي أن يكون أحد عناصر القوة الاقتصادية في منطقتنا هو تلك الصناعة التي ينعقد من أجلها هذا المنتدى. وقال إن المواضيع المتعددة والمتنوعة التي ستكون مدار البحث والنقاش خلال هذا المنتدى تمثل بؤرة اهتمام أعضاء الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات وقطاع الكيماويات بوجه عام، ومنها على سبيل المثال لا الحصر المحافظة على النجاح عبر تبني استراتيجية ثابتة، وإدارة التكاليف، وتأمين الوصول إلى قيم تنافسية. وأضاف أن «سابك» تواصل اليوم تقدمها وازدهارها وهي تحمل قصب السبق والريادة في هذا القطاع.. كما تواصل زيادة قوتها وتثبيت مكانتها في العديد من المشاريع المشتركة المحلية والعالمية. وأشار إلى أن في المملكة اليوم الكثير من الشركات الخاصة التي تعمل في قطاع الكيماويات، الأمر الذي يساعد على وجود مشاركة فاعلة في السوق، فإضافة إلى «سابك» هناك 13 شركة تعمل في مجال الكيماويات مدرجة على قائمة السوق المالية السعودية وزاد عدد الشركات العاملة في هذا المجال في المملكة من مجمع واحد عملاق عام 1983 إلى 24 مجمعا عملاقا، يمثل 14 مجمعا منها مشاريع مشتركة عالمية، كما يوجد عدد من المشاريع المماثلة قيد الإنشاء أو قيد التخطيط. التغلب على التحديات وتابع قائلا: لقد حبا الله عز وجل المملكة بكميات هائلة من الموارد الطبيعية، وإننا قادرون على التغلب على التحديات التي تواجهنا لنتمكن من توفير منتجات الغاز وبأسعار تنافسية، ما يعزز النمو القوي في قطاع البتروكيميات في المملكة. وأشار إلى أنه خلال الأعوام ال 15 الماضية تمكنا في المملكة من إضافة استثمارات جديدة هائلة في الحوية وحرض، إلى جانب مشروع التطوير الجديد لحقل الغاز في كران والمعمل الجديد الخاص بفرز الإيثان. وإلى جانب حفر رقم قياسي من الآبار من قبل أرامكو من أجل إيجاد مزيد من مصادر المواد الهيدروكربونية اليوم فتحنا أيضا مجال التنقيب عن مصادر جديدة للغاز في الجزء الجنوبي من المملكة عبر شراكتنا الخارجية مع شركات شل وساينوبك ولوك أويل وإي. إن. آي. وقال النعيمي إن رعاية مواردنا الطبيعية من الغاز تعتبر قوة استراتيجية للمملكة والمنطقة والعالم أجمع. فقد جرى في هذه الأيام تحويل برنامج بدأنا تنفيذه منذ أعوام قليلة، ويستند على الاستغلال الأمثل للغاز المرافق الذي كان يحرق سابقا حول بصورة شاملة ليحقق الفوائد الاقتصادية للعالم بأسره، وحتى بعد الكميات الهائلة التي أنتجت من الغاز الطبيعي، ما زال إنتاجنا واحتياطياتنا في ازدياد مطرد. ففي عام 1990 بلغت احتياطيات الغاز في المملكة 181 تريليون قدم مكعبة، وشهدت ارتفاعا ملحوظا في نهاية 2008، حيث بلغت 263 تريليون قدم مكعبة، وذلك في الوقت الذي نتوقع أن تزداد الاحتياطيات الثابتة من الغاز خلال العام 2010، حيث تسعى أرامكو إلى اكتشاف ما لا يقل عن خمسة ملايين قدم مكعبة إضافية من احتياطيات الغاز غير المرافق سنويا. فالاستثمارات وتطبيق تقنيات جديدة تقودنا إلى اكتشاف كميات كبيرة من الغاز الطبيعي.. كما يوجد عامل مهم آخر وهو التغير في نسبة الغاز غير المرافق إلى الغاز المرافق. فمثلا في عام 1990م بلغت كمية الغاز المرافق 75 في المائة من إجمالي احتياطيات الغاز، والذي يرتبط إنتاجه بإنتاج البترول الخام.. واليوم تبلغ كمية الغاز غير المرافق 48 في المائة من إجمالي احتياطيات الغاز، ونتوقع أن يشكل نسبة أعلى من ذلك بكثير في المستقبل. وبالمقارنة، فإن هناك أخبارا سارة فيما يتعلق بإنتاج الغاز.. ففي عام 1981 بلغ إنتاج المملكة من الغاز الخام 1.654 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم. واليوم يبلغ الإنتاج 8.8 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، ونتوقع أن تصل مستويات الإنتاج إلى 13 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم بحلول العام 2020. وأضاف أن كل هذا يعني أن استراتيجياتنا الاستثمارية والإدارية في هذا المجال تحقق نجاحا لافتا فيما يتعلق بتلبية أهدافنا المتمثلة في احتفاظنا باحتياطيات تفوق الطلب على الغاز الطبيعي، وذلك باتجاه جميع استخداماته النهائية في توليد الطاقة الكهربائية، وتحلية المياه، وتوفير اللقيم للصناعات الكيماوية. مصفاة جازان من جهة ثانية، وفي تصريح للصحافيين على هامش المنتدى توقع النعيمي إعلان العرض الفائز في مصفاة نفط جازان نهاية العام. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مددت المملكة الموعد النهائي لتلقي عروض تشييد المصفاة بطاقة تصل إلى 400 ألف برميل يوميا إلى السابع من نوفمبر (تشرين الثاني). وتأجل طرح المناقصة على مصفاة جازان عدة مرات، حيث كانت الخطة الأولية أن يبدأ تقديم العروض في 2007. وستكون المصفاة قادرة على معالجة ما بين 250 ألفا و400 ألف برميل يوميا من النفط الخام. وستكون أول مصفاة نفط سعودية مملوكة للقطاع الخاص بالكامل.