جدة العروس تتلطخ بالوحل والطين لتبدو الحسناء مسخا مرعبا وشبحا مخيفا بعد سويعات قليلة من الأمطار، فتتحول أنشودة المطر على شفتيها إلى صرخات من الذعر وويلات من الحزن والأسى وعشرات من الضحايا وألوف من النازحين. جدةالمدينة التي تتمدد على البحر وتكره المطر وتنزوي مذعورة عندما ترى السحاب لم تحظ بجدية في التخطيط السليم لإخراجها من مشكلة الصرف الصحي وتصريف السيول، فمليارات تعتمد ولاشيء على الواقع يثبت جدوى تلك المشاريع، ولم أسمع بمدينة تجاور البحر وتغرق في مياه الأمطار سوى في حالة مثل حالة جدة. أسئلة عدة تطفو على السطح كما تطفو الجثث، فمن المسؤول عن غرق مائة نفس أو يزيدون وآلاف النازحين؟ ومن المسؤول عن آلاف السيارات المهشمة؟ ومن المسؤول عن مئات المنازل التي غرقت؟ ومن المتسبب في رفع مناسيب الأحياء وسد مجاري السيول؟ ومن المسؤول من جعل جدة حفرة كبيرة؟ ومن المسؤول عن مواصفات مشاريع الإنفاق والتي أصبحت بركا من المياه؟ إن اختزال الحلول في كارثة كهذه ليس كافيا، بل بات من الضروري الاستعانة بجهات لديها حرفية في التخطيط والتنفيذ وتتعامل مع المعضلات بشكل استراتيجي وبحلول جذرية مثل شركة أرامكو. وكما نجحت هذه الشركة العتيدة في بناء الكاوست في ثلاث سنين، فأني أراهن بنجاحها في إقفال ملف الصرف للعروس نهائيا إن أتيح لها ذلك. غانم محمد الحمر الباحة