لا تتطور المجتمعات إلا بوجود الحرية التي من خلالها وعبرها يمكن الإفصاح عن كل ما هو مكنون في الصدور وفي النفوس، وكذلك الجهر بالأفكار التي تخلقها العقول الخلاقة الشجاعة، ولهذا جاء الامر الملكي صريحا وشفافا وقويا في مواجهة كل شيء يسيء للوطن ومقدرات الوطن وذلك من أجل مواجهة كل الأخطاء والخطايا في المجتمع، ووجود قوانين ونظم تعمل على مراقبة أداء مؤسسات الدولة، وبالتالي تحمي المجتمع من أولئك الذين يعتدون على المال العام، ولديهم جرأة اقتحام كل ممتلكات الدولة والمجتمع، واستحقاقات المواطن. أما ثقافة المدارة والمحاباة والسكوت على كل ما يضر بالمجتمع فهذه الثقافة ينبغي أن تزول، ويجب أن تختفي، وذلك بمحاربتها ومجابهتها، ومن هنا فإن كارثة جدة هي ناتج طبيعي لثقافة الفساد الإداري التي تم السكوت عليها، وعدم مواجهتها ومحاربتها، ولذلك فإن القضاء على هذا الفساد لا يتم من خلال الصمت وحسن النوايا، ولكن من خلال القضاء على جذور ثقافة الفساد، وهو ما ينبغي أن يتحقق من خلال القرار التاريخي والاستثنائي من رجل تاريخي واستثنائي هو الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أمر بتكوين لجنة مهمتها ومسؤوليتها الوصول إلى كل الأسباب التي أدت إلى وقوع كارثة جدة. إن غياب مبدأ المراقبة والمحاسبة هو ما أدى إلى وجود هذا الخلل الإداري والفني في كثير من مؤسساتنا ودوائرنا الرسمية من تربوية وصحية وغيرها، وكارثة جدة ينبغي أن تكون بداية لمرحلة جديدة، يتم من خلالها خلق فكر إداري جديد في بلادنا، وفضح كل الذين يعتدون على المال العام ويسرقون هذا الوطن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة