المتأمل والمتابع لما يكتب في الصحافة المحلية سوف يلاحظ أن جل ما هو منشور في هذه الصحافة.. هو رد فعل لأفعال وحوادث وأحداث.. وأن أغلب المقالات التي تكتب نتيجة اجتهاد شخصي، وأنها تنتهي بانتهاء هذا الحدث أو هذه المشكلة، دون أن تحقق هذه الكتابات الغاية التي كتبت من أجلها أو الهدف الذي يطمح الكاتب الوصول إليه وهي غايات وأهداف وطنية ونزيهة. لذلك فإن الكتابة عندما تتحول إلى صدى.. دون أن تحقق جدواها ودون أن تذهب إلى ما هو أبعد تظل ليست ذات قيمة ومعنى. ذلك أن تعاملنا مع هذه الأزمات والكوارث يظل تعاملا وقتيا، سواء على مستوى الفكر الإداري أو على مستوى التناول الإعلامي والكتابي، ومن هنا نبدو من خلال ما هو إداري وإعلامي وكأننا نعيش في زمن آخر، نظرا لأن الكثير من الأخطاء الإدارية والاجتماعية والتربوية لا تستند إلى رؤية علمية، بل هي تستند إلى «شخصنة» ما هو إداري، ذلك أن الإدارة في المسار التنموي مرتبطة بمزاجية الأفراد وتتحكم في ذهنية الذين يعملون ويقيمون عملية الانتاج وفق ما هو شخصي، لذلك كل ما نراه ونشاهده في الحياة الإدارية في المؤسسات العلمية والثقافية والتربوية والإعلامية والاجتماعية وكل مؤسساتنا ودوائرنا يخضع لمزاجية الأفراد دون أن تخضع ذلك لمعايير دقيقة ومقاييس علمية، والكثير من حكمنا على الأشياء والاشخاص لا يأتي من خلال الحكم على الكفاءة والدراية والعلم والمعرفة والقدرة على تقييم هذا الفرد أو ذاك، لكن بمدى عمق العلاقة الشخصية لهذا المسؤول أو صاحب هذا المركز، ولذلك ليس هناك منظومة إدارية وعلمية ومعرفية في مجتمعنا يمكننا من خلالها فهم طبيعة ومسار الحياة الاجتماعية.. وليس هناك هوية وملامح لهذه المنظومة التي من خلالها يمكن فهم ومعرفة المجتمع.. ذلك أن كل مجتمعات العالم لها هوية واحدة ترى من خلالها كيف تفكر هذه المجتمعات وإلى أين تتجه، ومن هنا فإن المطلوب هو صياغة رؤية لفكر استراتيجي ينبني من خلاله مستقبل المجتمع السعودي حتى نعرف أين نحن وأين موقعنا في هذا العالم. من هنا لا بد من إعادة النظر في منظومتنا الإدارية برؤية كاملة وشاملة، ولا بد من ثورة على الفكر التقليدي السائد في مؤسساتنا ودوائرنا الحكومية والعلمية والثقافية من أصغر مدرسة ابتدائية إلى الجامعة، ومن أصغر دائرة وطنية وحكومية إلى أكبر مؤسسة ومنشأة، وهو ما يتوافق مع تطلعات وطموحات رجل استثنائي هو عبدالله بن عبدالعزيز، الرجل الذي أحدث تحولا حقيقيا في لحظة زمنية وحضارية فاصلة في تاريخ المملكة، وهو ما ينبغي أن يؤسس في بلادنا لفكر إداري جديد يخرج من دوائر العلاقات الشخصية والتشابكات العائلية ومن الفكر الإداري التقليدي، إلى فضاء فكري إداري معرفي خلاق قائم على قيم الدولة الحديثة بكل مفردات وتجليات الدولة الحديثة. حتى لا تظل قراءتنا ومعالجتنا للأحداث قراءة عاجلة وسريعة وآنية وقابلة للعطب والزوال. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة