نقلت «عكاظ» (10 ذي الحجة 1430ه، ص6) عن المواطن «بندر محمد» من سكان حي «قويزة» في «محافظة جدة» أنه خرج من منزله بعد أن توقف المطر عند الساعة الخامسة عصرا، فلم يجد سيارته في مكانها. الشارع الذي يسكن فيه كان خاليا تماما من السيارات، بعد أن جرفتها السيول. في اليوم التالي بدأ رحلة بحث مضنية، ليجد سيارته محطمة مع مجموعة كبيرة من السيارات، على ناصية طريق الحرمين (3 كيلا عن منزله). هذه واحدة، أما الثانية فقد كانت في الأحياء الجنوبية لمدينة جدة (غليل وحي الجامعة). هناك رابطت قوات الإنقاذ لساعات طويلة، لمساعدة الأهالي على الخروج من منازلهم. أما الحكاية الثالثة، فقد كانت لمنازل أجلي السكان منها، ونقلوا إلى مراكز إيواء خاصة. وكانت الحكاية الرابعة عن الضاحية الشرقيةلجدة (بحرة) حيث سقطت منازل شعبية على رؤوس أصحابها، ومات من مات. الحكاية الخامسة عن الشرايين الرئيسة لمدينة جدة. أغلقت الأمطار شوارع حيوية ظلت مغلقة لأكثر من (24) ساعة. الطريق المؤدي إلى «المدينةالمنورة» أصبح ممرا غير نافذ، وطريق الحرمين ذو الأربعة مسارات ضاق بما رحب. أما طريق الملك «عبد الله» فأصبح نفقه الجديد مزارا للأهالي، بعد أن تحول إلى بحيرة كبيرة، تلتقط على خلفيتها الصور التذكارية. في موازاة هذه الحكايات المؤلمة، كانت هناك حكاية جميلة. شباب من مدينة جدة قاموا بتنظيم حركة السير في مواقع كثيرة، وأبلغوا السائقين بالشوارع الخطرة، في ظل انشغال الأجهزة الأمنية بعمليات الإخلاء والإنقاذ، ومتابعة الحوادث المرورية. الحكاية الأكثر جمالا كانت عن الأهالي. لقد أبدوا تعاطفا مع بعضهم بعضا، تعاونوا في الضراء كما تعاونوا في السراء. غير المتضررين أووا المتضررين، وبحثوا لهم عن سياراتهم المفقودة. ذاك تعاون على الخير، في مجتمع فطر على الخير، ومن يضمد جراح الناس يلق أجرا عظيما.. ومن «يفعل الخير لا يعدم جوازيه / لا يذهب العرف بين الله والناس». السؤال المهم كما قال المحرر الصحفي في «عكاظ» ناقل هذه الحكايات حسن الحارثي: «إلى متى يبقى مطر الخير وبالا على مدينتهم؟ هناك من يحمل أمانة مدينة جدة مسؤولية المآسي التي وقعت، في ظل غياب البنى التحتية لتصريف مياه الأمطار. وآخرون يجزمون بأن معضلة جدة مع المطر أزلية، وتحتاج إلى عشرات السنوات لإعادة تأهيلها، بما يضمن سقوط المطر، دون مآس، وكوارث، وأرواح تحصد». إلى متى؟ إلى أن تضع لجنة تقصي الحقائق تقريرها أمام «عبد الله بن عبد العزيز». فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة