أعد 52 خبيرا وباحثا خليجيا وعربيا كتابا صدر حديثا بعنوان «استراتيجية تنمية لغة الطفل العربي.. أبحاث ودراسات». وتعد هذه الاستراتيجية التي جاءت بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، دعوة لإنقاذ اللغة العربية؛ لغة المستقبل العربي وتطويعها لروح العصر وحاجاته، وتزويدها بالعناصر والأدوات التي لا بد أن تمتلكها كل اللغات العصرية الحية، كما تعد خلاصة جهد لصفوة من المثقفين والمتخصصين في العالم العربي كخطوط هادية وإشارات كاشفة للأخذ بها والعمل بمقتضاها. الكتاب الجديد الواقع في 605 صفحات، أتى نتاج مخرجات مؤتمر «لغة الطفل العربي في عصر العولمة» الذي عقده المجلس العربي للطفولة والتنمية بالتعاون مع جامعة الدول العربية خلال الفترة من 17 إلى 19 فبراير 2007 في القاهرة. الأهداف المطلوبة وشارك في المؤتمر آنذاك أكثر من 500 شخص من 26 دولة عربية وأجنبية، في محاولة علمية للوصول إلى إطار عام لاستراتيجية تنمية لغة الطفل العربي تتحدد فيه الأهداف المطلوبة للمحافظة على اللغة العربية وتنميتها، وتمكين الطفل العربي من اكتسابها وامتلاكها، واستخدامها على الوجه الذي يضمن له أن يحافظ على هويته، وأن يتعايش مع هذا العصر، ويتفاعل معه ومع الآخر، ويشارك في حياته مشاركة إيجابية فعالة. الكتاب ساهم فيه المجلس العربي للطفولة والتنمية بالشراكة مع جامعة الدول العربية، وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية «أجفند»، وبدعم من الهيئة السورية لشؤون الأسرة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليكسو)، ووزارة التنمية الاجتماعية البحرينية، ومؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري الكويتية، والمجلس القومي لرعاية الطفولة في السودان ووزارة الشؤون الاجتماعية العراقية. يتضمن كتاب الاستراتيجية 18 فصلا وإطارا عاما للاستراتيجية يطرح دواعي إعدادها، وأهدافها الرامية إلى حفظ المقومات الأساسية للغة الطفل العربي، وحمايتها من المتغيرات التي تهددها وتستهدف طمسها، وتصحيح أشكال الأداء اللغوي عند الطفل العربي، ومعالجة المشكلات التي يصادفها في ذلك، وتمكين الطفل من امتلاك مجموعة من المهارات اللغوية التي تؤهله لاستخدام فنون اللغة بكفاءة، ورفع مستوى الأداء اللغوي عند الطفل العربي، وتوسيع الثقافة اللغوية والأدبية للطفل العربي، وتعميقها وتعدد المصادر التي تثري من خلالها لغة الطفل العربي. اللغة والهوية من أبرز الموضوعات التي تناولتها فصول الكتاب: اللغة والهوية، التنشئة اللغوية للطفل العربي، طرائق تعليم اللغة للأطفال، الصحة اللغوية والصحة النفسية للطفل العربي، التحديات التي تواجه لغة الطفل العربي، أنظمة اللغة العربية صوتيا وصرفيا وتركيبيا، المؤثرات اللغوية على لغة الطفل، لغة الطفل في عصر العولمة، التعريب والتعليم باللغة العربية، الإعلام ولغة الطفل العربي، والأطفال في ظل خريطة إعلامية متغيرة، إضافة إلى استعراض تجارب بعض الدول في الحفاظ على لغتها الأم مثل كوريا الجنوبية وإسبانيا، وأدب الأطفال، ولغة الطفل في المسرح والموسيقى، واضطرابات التواصل اللغوي عند الأطفال، ولغة الطفل العربي في ظروف صعبة (اكتساب اللغة في تأهيل المعوقين، وفي المهجر، وتجربة فلسطينيي 48، وعربي جوبا)، كذلك المجامع العربية ولغة الطفل. ويقدم الكتاب في خطوة رائدة خلاصة ما جاء في تقارير المؤتمرات وتوصياتها (مقسمة موضوعيا) على مدار 50 عاما، ومتطلبات إنفاذ الاستراتيجية حتى يترجم ما قدم من رؤى وأفكار تنظيرية إلى حلول ومقترحات عملية محددة. يشار إلى أن الكتاب أعده للنشر لجنة برئاسة الدكتورة سهير عبد الفتاح (خبيرة المجلس ومنسقة مشروع الاستراتيجية)، وإشراف الدكتور حسن البيلاوي (المشرف العام للمجلس).