التجسس الصيني ضد الولاياتالمتحدة أصبح أوسع نطاقا وأكثر تعقيدا.. هذا ما توصل إليه تقرير صدر عن لجنة تتألف من 12 عضوا من الحزبين الجمهوري والديموقراطي مختصة بالعلاقات مع الصين كانت قد شكلت عام 2000 بهدف تحليل مضاعفات وتبعات نمو التجارة مع الصين. وحذر التقرير من تصاعد نشاط من سماهم الجواسيس الصينيين في سرقة الأسرار الأمريكية لصالح مجهود بلادهم الاقتصادي والعسكري. ووجهت اللجنة تحذيرها إلى الكونجرس الأمريكي داعية إلى اتخاذ إجراءات لضمان حماية البلاد من هذه النشاطات التي تهدف إلى تعزيز قوة الصين الاقتصادية والعسكرية، على حساب الولاياتالمتحدة. وأكد تقرير اللجنة الذي ضم 367 صفحة أن الصين تركز جهودها على استخدام الكومبيوتر في اختراق المنظومات الأمريكية، لجمع معلومات عن الأهداف الأمريكية الحساسة، بالاضافة إلى أن الصين تقوم بالتجسس على جماعات صينية معارضة مقيمة في الخارج. وتضمن التقرير شهادات لمسؤولين أمريكيين منها تأكيد ضابط كبير في الجيش الأمريكي أن البنتاجون رصد 54 ألفا و640 حالة اختراق لمنظوماته في العام الماضي، بزيادة 20 في المائة عن العام الذي سبقه. وتوقع الضابط الأمريكي ارتفاع محاولات عمليات الاختراق الآلي هذه بنسبة 60 في المائة العام الجاري. محاولات يقول التقرير إن أغلبها يأتي من الصين، بل يؤكد وجود أدلة مادية وظرفية كثيرة تدل على تورط مؤسسات الدولة الصينية في هذه النشاطات التجسسية. وبدورها، ضمنت اللجنة الأمريكية التي أصدرت هذا التقرير تحذيرا خاصا من بناء الصين أسطولا حربيا قالت إنه يستطيع منع وصول الجيش الأمريكي إلى المنطقة، في حال نشوب نزاع بين الصين وتايوان. من جانبها نفت الصين يشكل قاطع كل ما ورد في التقرير الأمريكي الذي قالت إنه يهدف إلى تضليل الشعب الأمريكي. ووصف متحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن الحديث عن بناء بلاده أسطولا لتحدي الولاياتالمتحدة بأنه من خيالات الحرب الباردة. ويأتي هذ التقرير غداة زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأولى إلى الصين، ربما ليذكر بأن الشراكة التي يسعى الطرفان إلى تعميقها لا تخلو من منافسة تحتدم في الخفاء وشكوك متبادلة تتعمق مع الزمن، رغم الغزل المتبادل الذي شهدته بكين أخيراً بين البلدين.