أجدني غير قادر على الخروج من سياق المكان والزمان، حيث الوطنية في عز معانيها تتجلى مواقف وأحداثا، مشاهد عربات الجند وأزيز الطائرات؛ دفاعا عن تراب الوطن، وحولهم أهالي يدثرونهم بسواد العين وقلوب تهطل فرحا بابتساماتهم. ما زال شباب جازان وشيبتها يتسمرون الطرق روحا وفداء عن وطن، يحلمون بالتضحية من أجله ويحمون حدوده وحماه. لذا سأطمئن الزميل الكاتب (صالح الطريقي) الذي قال: إن جيشنا على الحدود يهب دماءه للحفاظ علينا، فيما من يقدمون أنفسهم كمثقفين يتصارعون في الصحف، إذ لا أثر لصراع المثقفين في هذا الجزء الغالي في وطننا؛ هنا دماء تسيل من أجل الوطن وأرواح تبذل، هنا جهاد حقيقي في أسمى معانيه، وأناس يشاركونهم باعتبارهم نموذجا لإنسان هذه الأرض الذي لا يرضى إلا أن يكون حيث الواجب، متسلحين بمنظومة مبادئ وقواعد يرونها واجبات أبدية تلزمهم بهذا التراب، ودعم يمارسون تنظيرهم بعيدا عن مواقع شرف يتسابق فيها الأطفال لضخ دمائهم عبر طوابير طويلة أمام المستشفيات، مشاركة منهم في أرقى صور التلاحم، وهنا مواطنون يفتحون أبوابهم ومزارعهم بل حتى دورهم التي لم تكتمل، فتحوها لمن أخلوا منازلهم، دعهم يمارسون تراشقهم فسواعد الرجال والأطفال والشيبة تعمل دون كلل أو تقاعس.. ليتهم يرونهم ليعلموا ماذا يعني الوطن والتضحية في سبيله، فهنا حتى الأجسام الغضة تمارس فعل الكبار، مواقف كثيرة يعجز القلم عن سردها تتناثر أمامي من أجل هذا الوطن، هنا تعلو واجبات الوطن وتلغى حقوق المواطن، ذاك أن نداء الوطن يسمو فوق كل اعتبار، هدف يسمو بولاء الوطن من قبل أبنائه، هنا شعارهم الوطن أولا وأخيرا، وهنا الجميع يتسابق لتقديم صورة عن حقوق الوطن وواجبات المواطن، انتماء حقيقي تذهب النفس فداء له. ??? هي الروح حينما تحضر، استحال (المصريون) صعوبة لقاء الجزائر فاستفادوا من خاصيتي الأرض والجمهور، وكان الجزائريون في لقائهم السابق قد استفادوا أيضا من هذا العامل، وأنت تشاهد هذه القتالية؛ سواء من المصريين أو الجزائريين، تتساءل أين كانت (قتالية نجوم منتخبنا) في فرصتين كانت أقرب لنا من التمني!، إذ لم نستطع أن نترجم عامل الأرض والجمهور في لقاءين أمام كوريا الشمالية والبحرين في استاد الملك فهد. ولا أجد حرجا في تكرار السؤال؛ كيف أضعناها وهي بأيدينا؟. لقاء اليوم الفاصل بين الجزائر ومصر سيفتقد لعامل الأرض حتى إن امتلأ الملعب بالجماهير؛ ذاك لأن الروح والقتالية -مهما كانت حساسية الأرض- غير مطمئنة، الأجمل في اللقاء أنه نزال تحدٍ، وإن مارس الإعلام غوغائيته التي أضاعت شيئا من أخلاقياتنا وصلت حد الكراهية، وهو شطط نمارسه مع بعضنا كعرب لكن نزالاتنا مع الآخرين تختفي فيها هذه الصور المفزعة بل والمقززة، التي جعلت الرياضة معركة لا مباراة بين فريقين داخل الملعب. ??? وأخيرا.. هنا التاريخ يكتب تضحيات من أجل الوطن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة