ماذا عن وطنٍ، شيمه ترفض الحزن وتطرد الخائن المتسلل وتنظف التراب الأبي من الدنس، كان قدري الذي حمدت الله عليه وحظي المبتسم، أن شاهدت بعيني انصهار الجسد الواحد.. بين هذا الوطن وإنسانه، مشاهدات عايشتها في طريقي أثناء مرور (جنودنا البواسل) لطرد المتسللين؛ انصهار بين جباهٍ عاشقةٍ لترابِ وطنها مدافعةً عنه، وبين المواطنين في المدن والقرى والهجر. (أطفال) عشقوا التراب لدرجة المخاطرة بأنفسهم؛ يسابقون الريح ليلمسوا بأيديهم عربات العز المحملة بالجنود ويقبلوها. و(شيبة) يحفر الزمن على جباههم سطوته، لكن انتماءهم لهذه الأرض يفوق عجزهم؛ ليخرجوا في هجيع الليل مرحبين بأبنائهم، ملوحين لهم بالتمكن والنصر. و(عجائز) كسا الزمن تجاعيده على أجسامهن، لكنه لم يتمكن من عزيمتهن، خرجن مرحبات بأبنائهن، ومقدمات لهم ما تملكه أيديهن من (لبن وماء)، هل أفسر لكم معنى أن تحلب (عجوز) شاتها، وتصر على أن تسقي بيدها الجنود ليتفاعلوا معها ويقبلوا رأسها. مواقف مضيئة لإنسان هذه الأرض، اتخذ صونها والدفاع عنها شعارا للمجد. هل أشرح لكم معنى توسلات جندي مثخن بالآلام يرفض الرقود في مستشفى الملك فهد في جازان، ويتوسل للأمير خالد بن سلطان إعادته لجبهة القتال مع زملائه. هو وطن؛ خصائص أبنائه ترخص الروح فداءه، وتنزف الدماء من أجله، لا تحتويها كتب دراسة ولا يتلقاها طالب علم، هي انتماء روحي امتزج فيه فداء وإخلاص وتضحية. شعب يتنفس انتماء حد التضحية، وبواسل يرخصون الروح تجاهه، فكيف لخونة أن يفكروا مجرد التفكير أن يدنسوا ترابه، مظاهر عشق ساقها القدر لي لأتابعها عن قرب، تعكس تلاحما يستحيل انفكاكه. أبناء منطقة جازان -أطفالا وشبابا وشيبة وعجائز- يشاركون قواتنا المسلحة هذه الأيام قيم الانتماء ويمارسون ملحمة وطنية بعزة وشموخ؛ دفاعا عن تراب المملكة. • • • الباحثون دوما والممارسون لهواية الإنجازات، لا يستغنون عن التلحف بالروح الوطنية وإسكانها أجسادهم أينما حلوا، ذاك أن نمو هذه الروح واستوطانها جسم المواطن السعودي تأتي من خلال انتمائه الصادق، والاتحاد نسيج هذا الواقع الصادق عرف عنه -رياضيا- من أشهر ممارسي جلد ذاته، ويشعل الفرائحية قبل التتويج ويدرك تمرد النفس للاستكانة، ظهر السبت، طغت نشوة الانتصار، وتغلبت الأقدام على الأجساد، فغاب الفرح ومارس الحظ العاثر دوره، الذي ما زال يقف في وجه بطولاتنا (منتخبات وفرقا) لم ينقص النمور شيئا سوى الحظ الذي يأبى أن يمارس أنشودته معنا، لكنه لن يفت عضدنا ولن ينال من عزيمتنا؛ لأن نوعية رجالات هذا البلد -أينما كانوا- لا تعرف الوهن وإن تلبَّسنا لوقت، فالحزن لا يسكنه أبدا. • • • وأخيرا.. العز والمجد لوطن هذا إنسانه. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة