من الأمور الملفتة للنظر ما تكرر حدوثه في الآونة الأخيرة من لجوء بعض الرجال الفارين من العدالة، أو الوافدين غير النظاميين، أو بعض المنتسبين إلى القاعدة من ذوي النوايا الآثمة، إلى التنكر في زي النساء مستفيدين من تغطية الوجه في تسهيل أهدافهم في التسلل الخفي إلى المملكة، أو للتجول في أنحائها إن كانوا لا يحملون إقامة نظامية، أو للهرب من المتعقبين لهم متى كانوا مطلوبين للعدالة، وقد أعانهم على ذلك التخفي ويسره لهم، ما جرت عليه العادة في مجتمعنا من تحاشي الرجال محادثة النساء أو النظر إليهن، وهي عادة شائعة تتكرر في أماكن كثيرة حيث تجد أحيانا الشرطي أو غيره حين يحتاج إلى سؤال المرأة عن أمر ما، يوجه السؤال إلى الرجل المرافق لها فيخاطبه نيابة عنها، وهو أسلوب يعين على إعطاء المتنكرين بزي النساء مساحة واسعة في فرصة الهرب والإفلات من العدالة، وخلال الأيام الماضية، رأينا كيف أن بعض الناشطين في أعمال الإرهاب حاولوا التسلل إلى المملكة متخفين داخل العبايات وغطاء الوجه، ولولا لطف الله وتوفيقه لربما أفلتوا من انكشاف أمرهم واندسوا بين الناس ليمارسوا نشاطهم الآثم. إن هذا كله يدفعني إلى القول بأن هناك حاجة إلى استحداث نظام ينص على ضرورة كشف النساء وجوههن عند نقاط العبور والتفتيش، مع التأكيد على أهمية مخاطبة رجال الأمن للنساء مباشرة وليس عبر الرجل المرافق لهن، إني أدرك تماما أن هذا الاقتراح سيثير كثيرين ضدي، لأنهم قد يرونه تعديا على حق النساء في حجب وجوههن متى رغبن في ذلك، أو لأنهم يعتقدون بحرمة كشف المرأة وجهها، ولكن عذري هو أن مسألة الاستمرار في تغطية وجه المرأة باتت خطرا على أمن الوطن وسلامة المجتمع بعد أن اتخذ الغطاء ستارا يختفي وراءه الآثمون والجناة ليفلتوا من القبض عليهم، واستحداث نظام يلزم النساء بكشف وجوههن عند نقاط التفتيش هو أمر تقتضيه المصلحة العامة ويتطلبه الحفاظ على أمن الوطن، فهو ليس مجالا للتخيير، وإنما واجب وطني، وضرورة يقتضيها الأمن، واجتهاد تتطلبه السلامة العامة، فمن الضرورة أن ينظر الشرطة إلى وجوه النساء في نقاط التفتيش وأن يتحدثوا إليهن، وذلك للقضاء نهائيا على ظاهرة التخفي وراء الحجاب التي باتت كثيرة الوقوع من العمالة الهاربة أو المجرمين الفارين من العدالة أو المنتمين إلى القاعدة من الراغبين في التسلل لإنجاز أعمالهم الإرهابية. إن التعاون مع الواقفين على الحدود وعند نقاط التفتيش هو واجب وطني وضرورة يقتضيها الحرص على أمن الوطن وسلامة الأمة، والوظيفة التي يقوم بها رجال الأمن تتعلق بحماية الوطن والمجتمع من تسلل المجرمين والمفسدين ومنع انتشارهم في داخله، وهي وظيفة مهمة وسامية تستحق منا الدعم والعون بكل صوره وأشكاله. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة