أدري أنه قد يكون في ما أقوله ما يغضب البعض مني، خاصة أولئك الذين لا يقبلون الاستماع إلى وجهة نظر تختلف عما يؤمنون به، لكني أوكل أمري إلى الله هو حسبي ونعم الوكيل. والرأي الذي أتوقع أن يثير البعض ضدي، يتعلق بقضية حظر ارتداء النقاب على النساء في الأماكن العامة في فرنسا وغيرها من دول العالم، فعلى إثر إعلان فرنسا ذلك الحظر، ارتفعت أصوات كثيرة تخطئ فرنسا على قرارها ذلك بما فيها جمعية حقوق الإنسان بحجة أن الأمر يتعلق بحرية ممارسة الشعائر الدينية التي تعد جزءا من الحرية الشخصية، وأن منع ارتداء النقاب هو تدخل في حرية اختيار الإنسان لما يعتنقه من القيم. لكني لست مع أولئك الذين يخطئون الدولة التي تعمد إلى حظر ارتداء النقاب على النساء. فأنا على الرغم من كوني ولله الحمد مسلمة وأؤمن بوجوب ستر النساء لجمالهن وعدم إبداء زينتهن، إلا أني أتوقف عند مسألة النقاب المراد به تغطية الوجه، فالوجه هو عنوان هوية الإنسان وبه يكون لتعرف عليه، وحين تنتقب المرأة تغطي وجهها فتخفي أهم المعالم التي تدل على هويتها ومن ثم يتعذر معرفة من تكون ويصعب الاستدلال عليها فيما لو بدر منها ما يخالف الأنظمة في البلد أو تعرضت بأذى لأحد، لذلك فإن ارتداء النساء للنقاب قد يكون فيه تشويش على الأمن وإعاقة للقبض على المجرمات منهن. وهذا ما يجعلني أحترم قرار الدولة التي تحظر ارتداء النقاب ولا أرى في فعلها ذاك تعديا على الحرية الشخصية على الإطلاق، طالما أنها تفعله من أجل حماية أمن الدولة والناس جميعا من تخفي الخطر وراء النقاب. منع النقاب ليس كمنع غطاء الشعر، فالدولة التي تمنع غطاء الشعر هي متعدية بالفعل على الحرية الشخصية لأن ارتداء غطاء الشعر لا يمس أحدا ولا يؤثر على سلامة أحد، أما النقاب فإن أمره يختلف تماما. وإذا كنا نحن هنا، نعاني من مشكلة تغطية وجه المرأة، ونشكو من أنه سهل على المجرمين بكافة أشكالهم، سواء كانوا متسللين أو مهربين أو إرهابيين أو غير ذلك، سهل عليهم التخفي في زي نساء منتقبات والمضي في ارتكاب ما يشاؤون من الجرائم، فكيف لنا أن نطالب بلادا غير مسلمة ولا تدين بتغطية المرأة لوجهها، كيف لنا أن نطالبها بقبول ذلك وتعريض أمنها لمثل تلك المشكلات! إنه ليس دفاعا عن فرنسا ولا عن غيرها من البلاد المناهضة للنقاب، كما أنه ليس دفاعا عن سفور وجه المرأة، وإنما هو الحقيقة كما أراها، وكلمة عدل لا بد من رفعها لإنصاف أولئك الذين يرفضون السماح للنساء بتغطية وجوههن. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة