«إذا كنت جالسا بين مجموعة من الناس.. وكانوا جميعا مطأطئي الرأس، وأنت ذو الرأس المرتفع، فلا تعتقد أنك الوحيد المتفائل السعيد، بل أنت الوحيد الذي لا يملك جهاز بلاك بيري». بصدق.. أقف احتراما وتقديرا لقائل تلك الحكمة، وأنا أرقب محيط الأصدقاء والزملاء وأصابعهم تقرع مفاتيح أجهزتهم ولا تكاد عيناك تلتقي بعيني أحدهم حديثا أو عملا إلا شخصت نحو شاشة البلاك بيري استجابة للمحادثة أو البريد، وهكذا هو حال المجلس بين سائل ومجيب «كم البي بي حقك؟»، والكل يعيش لحظات الطأطأة. بصدق أيضا وبالمختصر المفيد.. موضوع البلاك بيري «ما دخل مزاجي»، والسبب يعود إلى معاناتي اليومية وغيري مع مزودي خدمة الاتصالات المتنقلة، وحيرتنا مع فواتيرهم «المدبلة» وجحدهم العملاء، هذا فقط وأنا أحمل هاتفا نقالا، فكيف إن كان الأمر مع جهاز «بتاع كله»، إضافة إلى حالة الحمى التي اجتاحت صغارنا قبل كبارنا لاقتناء البلاك بيري، والأمر كما تبين لي يعود إلى أن الاشتراطات الجديدة ل«البرستيج» الاجتماعي بين أوساط الشباب تنص على اقتناء «بي بي» وكلما تميز رقمه زاد ثمنه وثمن حامله «البرستيجي». إلى هنا وأنا أمارس دور التنظير المعتاد والممل، ولكن إن أردت معرفة «كنه» شيء فلا بد من تجربته لا سيما إن كثرت أعراض «الغربة» التي تجتاحك بين أوساط حاملي الجهاز، وكأنك تعيش في عالم لا منتمٍ... تقنية تحيط بك من كل مكان، وأجيال أصبحت تتفوق عليك وتتحدث بلغة تجهلها، فقررت إقحام نفسي في غمارهم ويا تصيب يا تخيب. ما أدهشني في غمرة بحثي، تقرير نشر قبل عام في صحيفة الشرق الأوسط تضمن صورا لباراك أوباما وهيلاري كلنتون وساركوزي ووزيرة العدل الفرنسية وكل واحد منهم ممسك «البي بي» يطأطئ رأسه، والغريب أن الشركة الكندية صاحبة الجهاز العالمي أنتجت أول نسخة منه عام 1999 وطورته إلى أن وصل عدد مقتني جهاز البلاك بيري في العالم 21 مليون مشترك، وطبعا لا توجد إجابة على السؤال البدهي «لماذا وصلتنا الخدمة بعد 10 سنوات من إطلاقها؟». المضحك في عالم البلاك بيري انتشار مصطلحات تتداول في أوساط الأطباء النفسيين خصصت لمستخدمي تلك الأجهزة كمصطلح «كراك بيري» الذي يطلق على مدمني استخدامه، وبما أن الشيء بالشيء يذكر... جرى علي من طأطأة الرأس وحالة الصمت ما جرى على غيري في مجالس عدة، الأمر الذي دفع بجدتي ألبسها الله لباس العافية إلى القول: حتى أنت معك مسابيح إبليس!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة