بات الضجيج الذي تعودت عليه أم صالح في بيتها من الماضي، فالهدوء والصمت المطبق يعم أرجاء المنزل، والسبب جهاز «البلاك بيري» الذي يمتلكه كل أفراد العائلة. الأمر تطور بينهم ليصل إلى حد الحديث والتحاور عن طريق رسائل ال «bb». تقول أم صالح: «أصبحت أنا وأبنائي لا نتكلم إلا عبر هذا الجهاز سواء كانوا داخل المنزل أم خارجه، حتى حين أطلب الواحد منهم للغداء تجدني أرسل له رسالة عبر خدمة الماسنجر المتوفرة في الجهاز». ولا تستغني أم صالح عن الجهاز السحري من وجهة نظرها، «بات من الضروريات في منزلي، وليس هذا فحسب، بل حتى في منزل إخوتي وأصدقائي الذين يشكون الآن من خوفهم من إيقاف الخدمة». وتتفق معها فجر الحارثي التي تقول: «من شدة ارتباطي وتعلقي بهذا الجهاز، تجدني لا أنفك عنه حتى وأنا أسير في الشارع أو السوق». وأضافت: «أذكر في إحدى المرات أثناء سيري في الشارع ارتطم رأسي بعمود مظلات السيارات من شدة انشغالي في المحادثة، مما دعاني لأكمل سيري على رغم ألمي، وأنا أضحك على نفسي». وعن احتمال إيقاف خدمة البلاك بيري، قالت: «في السابق كان يحظى باهتمامي حتى أني قمت بشرائه بسبب هذه الخدمة أما الآن فلا تهمني، وأتمنى أن يوقفوها». وأكد نواف الأحمد البائع في محل جوالات أن الكثير من شكاوى الآباء الذين يقومون ببيع جهاز البلاك بيري وحين نسألهم عن أسباب البيع يردون بتذمر أن الجهاز أشغل أبناءهم عن الدراسة حتى باتوا لا يركزون ولا يهتمون بغيره». فيما ذكر أحد الزبائن ويدعى سمير سالم أن شراءه للجهاز سببه الوحيد خدمة «bb»، مؤكداً أنه في حال إلغاء الخدمة كما أشيع أخيراً سيلغي فكرة شرائه للجهاز. أما بالنسبة إلى الصغار، عبرت الطالبة في المرحلة الثانوية نوف الصالحي عن خوفها وقلقها من إيقاف خدمة البلاك بيري وقالت: «لا أعلم ماذا سيحدث فيما لو أوقفت الخدمة، بدأت نفسي تسوء منذ أن سمعت بالخبر، وأنا دائماً ما أتساءل عما سيحل بي لو تم إيقافها». قبل أن يقاطعها شقيقها فيصل مستنكراً الفكرة من أساسها، قائلاً: «أعوذ بالله، إن شاء الله لن يوقفوه».