فقدت أسرة سودانية ابنها البالغ من العمر 13 عاما البارحة أثناء هطول الأمطار بغزارة على أحياء مكةالمكرمة، استمرت دون انقطاع لأكثر من 60 دقيقة. وصاحبت الأمطار رياح قوية اقتلعت الأشجار وأسقطت لافتات المحال التجارية، أعقبتها سيول جارفة غطت الشوارع واحتجزت عددا كبيرا من السيارات التي قضى ركابها ساعات طويلة بداخلها، قبل أن تنخفض مناسيب المياه. الفتى مهند ذو ال 13 ربيعا الذي فقدته أسرته في حديقة الحسينية، كان يلهو بالقرب من مجرى السيل بجوار الحديقة فسقط من يديه هاتفه الجوال في المياه، فاقترب من حافة المجرى محاولا التقاطه، لتجرفه مياه السيل. وحتى ساعة إعداد الخبر، لا تزال فرق إنقاذ الدفاع المدني تبحث عن الفتى مهند في مسافة تجاوزت 45 كيلو مترا، مستخدمة معدات متقدمة وأجهزة حديثة وكشافات غازية لإضاءة مناطق البحث، وهو الأمر الذي أكده الناطق الإعلامي مدير التحقيقات في إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة المقدم على المنتشري «استنفار جميع القوات الميدانية للبحث عن الفتى المفقود». وفي السياق ذاته، باشرت فرق الدفاع المدني مهمة إنقاذ سائقي السيارات الذين علقوا في وحل من الأتربة نقلتها مياه السيول إلى الشوارع والميادين. مهمة أخرى واجهت فرق الدفاع المدني، وهي تخليص المحتجزين داخل المصاعد الكهربائية في الفنادق والمنازل السكنية جراء انقطاع التيار الكهربائي في عدد من الأحياء، إضافة إلى بلاغات التماسات الكهربائية وحوادث السيارات. وبدورها، نشرت أمانة العاصمة المقدسة نحو 5 آلاف عامل لتنفيذ مهمات نظافة الشوارع من الأشجار ولافتات المحال التجارية التي اعترضت طريق المركبات وأعاقت سيرها في الشوارع، وكثفت من أعمال تسليك فتحات شبكات تصريف مياه السيول، في حين تولت فرق صيانة شركة الكهرباء إعادة التيار الكهربائي إلى الأحياء والمباني السكنية بعد ورود بلاغات عن انقطاعها. وواجهت إدارة مرور العاصمة المقدسة صعوبة في تنظيم حركة السير إثر تعطل الإشارات المرورية في الشوارع الرئيسة، ما أعاق حركة السير وتسبب في وقوع حوادث تصادم نتجت عنها إصابات متفرقة وتفاوتت بين متوسطة وخفيفة.