تساقطت الأمطار على العاصمة المقدسة بدرجة خفيفة أمس دون أن تخلف خسائر في الأرواح والممتلكات، وأثبتت شبكات تصريف مياه السيول فاعليتها بامتصاص كميات المياه في أوقات قياسية وساهمت كثافة فرق الدفاع المدني وأمانة العاصمة المقدسة في محاصرة المناطق التي تشكل خطورة على الأرواح وتم منع الدخول إليها خاصة تلك التي ارتفع فيها منسوب المياه. وأكد مدير الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل أربعين وجود رصد للأودية الرئيسة، وهي نعمان، عرنة، وفاطمة للسيول المنقولة بالتنسيق مع الدفاع المدني في الطائف لتمرير المعلومات أولا بأول للسيول المنقولة من الشفاء والهدا باتجاه مكة، مشيرا إلى أن الوضع لا يزال مطمئنا حتى ساعة إعداد الخبر. وذكر أربعين أن الحادث الوحيد المسجل هو لطفل غرق في مستنقع مائي بسبب الوحل الموجود، مشددا على أولياء الأمور بتوخي الحيطة والحذر ومراقبة أبنائهم والابتعاد عن المواقع التي يوجد فيها مستنقعات مائية أثناء التنزه. وتجمعت المياه في معظم أحياء مكة وفي المشاريع التي يجري تنفيذها لتصريف مياه الأمطار وسجل مشروع تصريف مياه الكعكية كثافة في تجمعات المياه، في حين سجلت الأمطار وقوع حوادث مرورية لم ينتج عنها إصابات وفق تأكيدات الناطق الرسمي لإدارة المرور في العاصمة المقدسة الرائد فوزي الأنصاري، إذ أبان ل «عكاظ» أن دوريات المرور سارعت إلى التمركز في التقاطعات المحورية لتنظيم حركة السير ومنع المرور في الشوارع التي شهدت كثافة في المياه، مشيرا إلى أنه لم ينتج عن الأمطار خسائر في الأرواح وتحققت نجاحات مرورية في تنظيم حركة السير، ونشرت أمانة العاصمة المقدسة آلياتها في مناطق مختلفة من مكة وتحركت متنقلة بين موقع وآخر وفقا لما يردها من بلاغات عن تجمعات المياه وساهمت في فتح قنوات التصريف التي تعرضت لانسدادات جراء الأتربة التي نقلتها مياه الأمطار، وأزالت فرق النظافة أغصان الأشجار ومخلفات السيول وتواجدت في الأحياء التي شهدت أمطارا غزيرة. وتواجدت فرق الدفاع المدني في مناطق الخطر التي سجلت خلال مواسم الأمطار التي شهدتها مكة ارتفاعا في منسوب المياه تحسبا لحدوث احتجازات للمركبات أو المارة، كما تلقت غرفة العمليات احتجازات في المصاعد الكهربائية نتيجة انقطاع التيار في عدد من المباني السكنية، وأنقذت فرق الدفاع المدني ثلاثة شبان سقطت سيارتهم في أحد المستنقعات في مخطط الشوقية. وفي الوقت الذي أكدت فيه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بأن الطقس في مكةالمكرمة ليوم أمس كان غائما جزئيا تتخللها سحب رعدية ممطرة تسبق بنشاط الرياح السطحية، بدا الجو مشمسا بعد أن استمر هطول الأمطار في العاصمة المقدسة حتى ساعات الفجر الأولى من يوم أمس، وأوضح ل «عكاظ» المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أن حالة الطقس مستقرة والجو صحو، مضيفا أن هناك اهتماما أكبر من قبل المواطنين والمقيمين في المملكة وتصاعدا ملحوظا في ما يتعلق بمتابعة أحوال الطقس، مبينا أن بعض المواطنين تواصلوا مع الرئاسة لمعرفة التأثيرات الناتجة عن التوسونامي الذي ضرب اليابان أخيرا. ولفت القحطاني إلى أن الرئاسة العامة للأرصاد تبث معلومات متتالية يتم تحديثها بشكل دائم على موقع الهيئة، يوضح حالة الطقس، ونفى أن تكون التقلبات الجوية التي يشهدها طقس المملكة في الفترة الأخيرة هي السبب في إطلاق الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة دعوة الشركات والمؤسسات الوطنية للمنافسة على أعمال المشاريع الأرصادية وأعمال مشاريع البيئة والإنشائية وخدمات المعلومات الآلية المدرجة في ميزانية الرئاسة للعام المالي 1432ه «الشركات المتخصصة في البيئة والتلوث في المملكة شحيحة، لذا فإن الهيئة تبحث عن شركات لتركيب أجهزة رصد، كما أن بعض الشركات المؤهلة تتولى إعداد دراسات بيئية بعد أن تمنحها الرئاسة شهادات تأهيل».