شهدت عاصمة الحدود الشماليةالغربية أمس، واحدة من أعنف العمليات الانتحارية التي وقعت في باكستان، إذ قتل 100 وجرح 200 آخرين من بينهم نساء وأطفال في انفجار سيارة مفخخة في سوق شعبية مكتظة في بازار بيشاور -حسب ما أفاد مسؤول حكومي رفيع في المقاطعة-. وأفاد المسؤول في تصريح ل «عكاظ» إن التفجير يعتبر الأعنف والأكثر دموية في سلسلة التفجيرات الانتحارية التي شهدتها الباكستان خلال الأسابيع الماضية، متوقعا ارتفاع العدد إلى أكثر من مائة، نظرا لطبيعة التفجير المدمرة وحجم الخسائر الجسيمة التي وقعت في السوق، فضلا عن اكتظاظ المنطقة بالسكان. وأوضحت المصادر إلى أن نوافذ الأبنية المجاورة لموقع التفجير، تحطمت من قوة الانفجار، مما خلق ذعرا لدى المواطنين، مشيرة إلى حدوث انهيار مبان عدة التهمتها النيران خلال عمليات الإنقاذ، في الوقت الذي حاصرت فيه الشرطة المنطقة لإتمام تلك العمليات في موقع الحادث. وفيما حمل مسؤولون باكستانيون حركة طالبان مسؤولية التفجير، لم تعلن الحركة مسؤوليتها عن الحادثة. إلى ذلك، اعتقلت السلطات الأمنية في إقليم البنجاب، رئيس حركة طالبان فرع البنجاب، قاري اشتياق، الذي تعتبره باكستان العقل المدبر للهجوم على مقر القيادة العسكرية في روالبندي الذي وقع في 10 من الشهر الحالي في عملية مداهمة في مدينة بهاولبور، وضبطت بحوزته كميات كبيرة من المتفجرات قدرت ب 400 كيلو جرام فضلا عن أسلحة متطورة. وأكدت المصادر أن قائد طالبان الباكستانية البنجاب قدم (معلومات مهمة) عن شركائه وقيادات طالبان في وزير ستان موضحة أن الشرطة اعتقلت كذلك 29 من الإرهابيين المشتبه بهم من بهاولبور. وتعتقد السلطات الأمنية أن قاري قد يكون وراء تفجير فندق ماريوت العام الماضي، والهجمات على مدارس تدريب الشرطة ومقر الاتحاد الدولي للسيارات في لاهور. على صعيد آخر، تمكنت قوات الجيش من قتل 40 من قوات حركة طالبان أمس في العمليات العسكرية في وزيرستان التي دخلت أسبوعها الثاني، فيما أشارت المعلومات إلى هجوم واسع بري وجوي خلال الأيام المقبلة للجيش بهدف تسريع وتيرة العمليات العسكرية. وكان قائد أركان الجيش اشفاق كياني عقد أمس سلسلة من الاجتماعات مع الرئيس آصف زرداري ورئيس الوزراء يوسف جيلاني، إذ جرى في الاجتماع تداول مستجدات عملية طريق النجاة، والتطورات العسكرية على ساحة القتال في وزيرستان.