عاد مسلسل التفجيرات الانتحارية في باكستان، فبعد 24 ساعة من العملية الانتحارية التي وقعت البارحة الأولى قرب مقر قوات البحرية الباكستانية في العاصمة إسلام آباد، أدى تفجير انتحاري مماثل أمس في مسجد باراد لاينز بالقرب من سوق قاسم في مدينة روالبندي الذي يقع بالقرب من مقر قيادة الجيش العسكرية، إلى قتل 40 شخصا وجرح 50 آخرين حالة معظمهم خطرة. وأوضحت مصادر أمنية ل «عكاظ» أن انتحاريا فجر نفسه بالقرب من المسجد الذي يعتقد أنه يصلي فيه عدد من القيادات العسكرية التابعة للاستخبارات، فيما نقلت مصادر في الشرطة أن التفجير الانتحاري تبعه إطلاق نار، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من الأشخاص كانوا يتواجدون في المسجد لدى حدوث التفجير، وطوقت القوى الأمنية موقع الحادثة. وعلمت «عكاظ» أن من بين القتلى ضابطان برتبة جنرال، أحدهما قائد فيلق في الجيش. ووصفت المصادر أن تفجير راولبندي يعتبر أعنف ضربة للجيش منذ بدء العمليات العسكرية في وزيرستان. من جهته، أفاد الضابط في مركز الشرطة المحلية محمد عامر أنه جرى إطلاق نار داخل مسجد في حي سوق قاسم، ومن ثم حدث تفجير هائل، ولم تؤكد مصادر «عكاظ» إن كان ضمن القتلى قيادات عسكرية كانت داخل المسجد. إلا أن مصادر عسكرية لا تستبعد وجودهم ضمن القتلى. وتشهد باكستان موجة اعتداءات دامية ينفذها انتحاريون، وهجمات انتحارية من طالبان حلفاء القاعدة. وعلى صعيد العمليات العسكرية التي يشنها الجيش ضد متمردي طالبان، قتل اثنان من قيادات حركة طالبان و13 من مقاتلي الحركة في اشتباكات مع الجيش في وادي سوات وأوراكزاي. وكشفت المصادر عن اعتقال قائد محمد نسيم الملقب ب «أبو فرج»، وأن مساعدا مقربا من مولانا فضل الله زعيم طالبان وملا مجير في سوات قتلا في العملية، كما قصفت المروحيات مخابئ الإرهابيين في منطقة فيروز خيل القبائلية. من جهة أخرى، أفاد مصدر في الخارجية الباكستانية ل «عكاظ» أن إسلام آباد وضعت في الظلام، ولم يجر وضعها في أجواء الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما حيال أفغانستان ،مشيرا إلى أن باكستان لديها «تحفظات جدية» إزاء قرار أوباما إرسال قوات إضافية (30.000 جندي مقاتل) إلى أفغانستان.