يتواصل مسلسل التفجيرات والعنف الدموي في باكستان، فبعد 24 ساعة من العملية الانتحارية التي استهدفت مقر الاستخبارات الباكستانية في بيشاور، أفصحت مصادر أمنية باكستانية ل «عكاظ» أن الشرطة أعلنت حالة التأهب القصوى في العاصمة الباكستانية إسلام أباد والعاصمة العسكرية روالبندي، بعد تلقيها تقارير استخباراتية تفيد بدخول انتحاريين يقودون ثلاث سيارات محملة بالمتفجرات إلى المدينتين؛ بغية تدمير منشآت عسكرية وأمنية. وأفادت المصادر أن السلطات الأمنية اتخذت سلسلة من الإجراءات الأمنية المشددة خارج العاصمة وداخلها، وفي مقار الوزراء و المطار، والقطاعات الحكومية والأمنية الحساسة، فيما ضرب طوق أمني على مقر القيادة العسكرية في روالبندي، فضلا عن تمشيط المنطقة عبر تحليق هليكوبترات في المدينتين لرصد تحرك شاحنات مشبوهة. ونشرت وحدات إضافية من الشرطة ومن المدنيين الذين يرتدون ملابس مدنية في المطار، المستشفيات، السكك الحديدية ومحطات الحافلات. وأردفت المصادر أن الاستخبارات الباكستانية رصدت مكالمة تليفونية، تشير إلى عبور شاحنة وجيب لاند كروزر وسيارة تويوتا كورولا من بيشاور إلى إسلام أباد. إلى ذلك، قتل ستة أشخاص في تفجير انتحاري وقع أمس في بيشاور. على صعيد العمليات العسكرية في وزيرستان، قتل ستة مسلحين من قوات طالبان و12 جنديا في معارك ضارية وقعت أمس في جانودلا وكاواسي، وعثرت قوات الجيش على كميات كبيرة من الذخائر والرشاشات وقنابل يدوية وهواتف لاسلكية في المناطق الجنوبية التي سيطرت عليها في وزيرستان. يشار إلى أن عملية «طريق النجاة» التي بدأت في وزيرستان دخلت أسبوعها الخامس، في الوقت الذي ظهرت بوادر دخول فصل الشتاء القارس وقرب سقوط الثلج في مناطق القبائل، الأمر الذي سيعيق العمليات العسكرية إلى حد كبير، وسيعطي فرصة لمقاتلي حركة طالبان لإعادة تمركز قواتها في الكهوف والجبال المرتفعة ما سيجعل مهمة قوات الجيش صعبة للوصول إليها؛ نظرا لوعورة الطرق شتاء.