من أبرز سمات عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز السعي الحثيث لتحقيق قفزة نوعية في قطاع التعليم في فترة زمنية قصيرة، ويكفي أن نراقب هذا الجهد الجبار للتخلص من عبء المدارس المستأجرة عبر بناء مدارس حديثة في مختلف مناطق المملكة لنعرف أننا نعيش في زمن مختلف شكلا وموضوعا. ومن بين القضايا التعليمية التي لا يزال البعض ينظر إليها باعتبارها قضية هامشية مسألة بقاء مدارس البنات دون أسماء والاكتفاء بترقيمها على طريقة (المدرسة الثالثة والأربعون المتوسطة للبنات) أو (الثانوية التاسعة والتسعون للبنات) ففي هذا الأسلوب رسالة تربوية مؤلمة تتعارض مع فكرة المرأة القدوة، حيث يتم التعامل مع كل النساء عبر التاريخ باعتبارهن أرقاما ليس لهن أثر!. ما المشكلة في إطلاق أسماء أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات (رضي الله عنهن) على مدارس البنات؟، ولماذا لا تتم تسمية مدارس البنات بأسماء النساء السعوديات الرائدات اللواتي قدمن خدمات جليلة للمجتمع في مختلف مجالات الحياة؟، ألا يعتبر أسلوب ترقيم مدارس البنات الذي لا يقوم به أحد غيرنا أحد العوائق الرئيسية التي تعترض عملية التعليم مثلها مثل المدارس المستأجرة؟. هذه القضية مهما بدت قضية شكلية إلا أنها ليست مسألة سطحية على الإطلاق، فاسم المدرسة قد لا يؤثر على التحصيل العلمي للطالبة ولكن أثره التربوي مزعج جدا، فمفردة التربية تأتي قبل مفردة التعليم في اسم الوزارة ولهذا الأمر دلالته الواضحة، ومن الناحية التربوية فإن طالبات الثانوية التاسعة والتسعين على سبيل المثال يجدن أنه مهما علا شأنهن فإنهن سيبقين مجرد أرقام لا تستحق أن يشار إليها بالاسم. وأملنا كبير في سمو وزير التربية والتعليم وكذلك نائبته في اعتبار هذه المسألة من الأولويات خصوصا أنها لن تكلف الوزارة جهودا أو أموالا تستحق الذكر كما هو الحال في مسألة التخلص من المدارس المستأجرة، فمسألة الترقيم تعني باختصار أن المرأة كائن لا يستحق أن يكون له اسم أو هوية أو وجود حقيقي!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة