لم يعد الإرهاب ينتمي إلى بلد محدد، ولم تعد خلاياه تستوطن أرضا بعينها، وإذا كانت الحرب ضده قد نجحت في تفكيك خلاياه الكبرى، والسعي الدؤوب لمحاصرة الدعم البشري والمادي له قد نجح في تجفيف منابعه، فقد أفضى ذلك كله إلى تفتيته إلى جماعات صغيرة تفتقر إلى التنظيم المحكم والعناصر القيادية، ولكنها لا تفتقر إلى النوايا الشريرة، التي ظلت محفورة في صدور أفراده الذين توزعوا على الخريطة، واستوطنوا دولا عدة، أصبحت مأوى لهم ومركزا منه يخططون ومنه ينطلقون، منتهزين ما تمر به بعض تلك الدول التي استوطنوها من انفلات أمني أو حروب داخلية أو صراعات سياسية أو ظروف خاصة بها تشغلها عن متابعة فلول أولئك الإرهابيين والقضاء عليهم. وعلى الرغم من النجاح الباهر الذي يحققه حرس الحدود في الكشف عن محاولات تسلل أولئك الإرهابيين وإحباط مخططاتهم الدنيئة، وكذلك ما تنجزه بقية الأجهزة الأمنية من عمليات استباقية ترد كيدهم في نحورهم، إلا أن القضاء المبرم على الجماعات الإرهابية لا يمكن له أن يتحقق إلا من خلال تعاون دولي، يتمثل في تبادل المعلومات، والتنسيق المشترك في جميع الخطوات التي تهدف إلى كشف تحركات العصابات الإجرامية وفضح مخططاتها. وقد أصبحت تلك الجماعات الإرهابية عصابات عابرة للقارات، وأصبحت جرائمها من ذلك النوع الذي يطلق عليه الجرائم العابرة للحدود، وهو الأمر الذي يستوجب إنشاء مركز عالمي لمواجهة الإرهاب وخططه، يكون بنكا للمعلومات والخطط التي ينبغي اتباعها؛ كيما تتم مواجهة هؤلاء الإرهابيين في أي قطر يلجأون إليه وأي بلد يكونون فيه خلاياهم. من خلال ذلك كله، يمكن لنا أن ندرك حكمة المملكة حين دعت إلى إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب، وندرك كذلك أهمية أن تسارع الدول جميعها إلى الاستجابة لهذه الدعوة، إذ لم يعد خطر الإرهاب قاصرا على بلد دون بلد أو مجتمع دون مجتمع. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة