شارفت بحيرة سد الملك فهد في محافظة بيشة على النضوب في مؤشر جديد على تفاقم أزمة المياه التي تعاني منها المحافظة، وأظهرت التحاليل المخبرية التي أجرتها إدارة الطب الوقائي في صحة بيشة على مياه محطة التوزيع نتائج تؤكد عدم صلاحية المياه للاستخدام الآدمي، وارتفعت أصوات السكان مناشدة بوضع حل جذري للأزمة التي بدأت تلقي بظلالها على المحافظة ومراكزها وقراها. «عكاظ» وقفت على أزمة مياه بيشة وسجلت التفاصيل. أوصى تقرير أولي صادر من إدارة الطب الوقائي في الشؤون الصحية في بيشة (تحتفظ الصحيفة بنسخة منه) برفع نسبة الكلور في خزان بيشة الرئيسي للمياه إلى جزءين بالمليون أو أكثر كي تصل المياه إلى خزانات المواطنين وبها نسبة كلور حر ما بين 0.5 و0.2 في المائة، وتطهير الصهاريج التي تنقل من الأشياب إلى المنازل، إلزام أصحاب الآبار بتركيب أجهزة لتنقية المياه وتركيب أجهزة لضخ الكلور في المياه قبل توزيعها، توعية السكان بضرورة تنظيف، وتطهير الخزانات السفلية والعلوية في منازلهم. وطالب التقرير بعقد اجتماع عاجل للجنة الأوبئة والإصحاح البيئي في الشؤون الصحية.. واشتمل التقرير على ملاحظات منها، عدم صلاحية العينات المأخوذة بعد الخزان الرئيسي للاستهلاك الآدمي، وجود شوائب كثيفة وديدان في خزانات المنازل المزودة بمياه الصهاريج. وخرجت توصيات التقرير بعد أن قام فريق من إدارة الطب الوقائي ومسؤولون من إدارة المياه بزيارة لمحطة الأشياب ومحطة التنقية بسد بيشة للاطلاع على وضع المياه في ضوء الشكاوى المقدمة من المواطنين بعدما لاحظوا وجود شوائب مختلفة في مياه منازلهم. وارتكز التقرير في توصياته على نتائج 18 عينة أخذت من خزان السد، الخزان الرئيسي، خزانات منازل من الشبكة، وخزانات منازل من الصهاريج والآبار. وفي خضم ذلك تسربت من محطة الأشياب التي تغذي مدينة بيشة بالمياه معلومات تؤكد أن الأشياب ستغلق في فترة لن تتجاوز أسبوعا واحدا، وأوقف الضخ من الشبكة الأرضية إلى الأحياء في المدينة، قابله تحرك من وزارة المياه والكهرباء بتطمين السكان بأن البحيرة كافية لسد حاجتهم لسنوات. وعزا المواطن (محمد سلطان العامري) مشكلة نقص المياه في بيشة إلى وزارة المياه «ستكون مسؤولة عن العواقب الوخيمة المستقبلية، وما سينتج من توقف محطة التنقية عن تزويد السكان بالماء». وطالب (علي مخيزيم الشهراني) تزويد بيشة بمياه البحر(المحلاة)، مناشدا الجهات المعنية بالمسارعة في إيجاد الحلول الجذرية وليست الوقتية، والبحث عن مصادر آمنة للمياه لإنقاذ بيشة وسكانها من كارثة محتملة على حد قوله. ويستهلك مسفر عبد الله الشهراني 15 طنا أسبوعيا يرى أنها غير كافية، إذ يعول أسرة كبيرة. وتاكيدا لتقرير إدارة الطب الوقائي شاهد زعاب محمد المعاوي، نوعا غريبا من الديدان الرفيعة صغيرة الحجم ذات اللون الأحمر في صنابير منزله، وصفها بأنها سريعة الحركة وتشبه الثعبان في حركتها اضطر معها لتفريغ كامل الخزان من المياه وتعقيمه. وأكد مدير فرع المياه في بيشة فائز عيسوب، أن الأيام المقبلة ستشهد تفاقما كبيرا للأزمة في ظل عدم وجود مصادر آمنة للمياه، مشيرا إلى أن خطة الطوارئ التي اعتمدتها الوزارة قامت بتنفيذها لمواجهة هذه المشكلة التي تعتمد على جلب المياه من الآبار في عدد من المواقع في المحافظة. وأوضح أن حاجة سكان المحافظة من المياه تبلغ أكثر من 16 ألف طن يوميا وطاقة الآبار لا تكفي لسد الحاجة كاملة. وبسؤاله عن حلول أخرى آمنة قال مدير فرع المياه: إن الفرع والمديرية في عسير يحاولان جاهدان استعجال العمل في مشروع ضخم للمياه في (تكوين الوجيد) شرق محافظة تثليث، يمتاز بوفرة المياه العذبة بكميات هائلة، وأبان أنه سيتم قريبا قفل المسار الخاص وتحويل المتعهدين إلى آبار الجعبة والعبلاء 80 كم غرب محافظة بيشة كإجراء ضمن المرحلة الأولى من خطة الطوارئ، مشيرا إلى أن المديرية في عسير ستلجأ إلى نقل المياه بواسطة صهاريج من محطة التحلية في أبها وخميس مشيط إلى بيشة كحل ضمن حلول مقترحة. من جهته، حذرمدير إدارة الطب الوقائي في صحة بيشة الدكتور عبدالله حسن من عدم توافر كميات كافية من المياه الصالحة للاستعمالات المنزلية لإسهام ذلك في تدني مستوى النظافة الشخصية والمنزلية، مما يؤدي إلى الإصابة بامراض الإسهال، التفوئيد، التهاب الكبد الوبائي، الأمراض الجلدية، وأمراض العيون كالتراخوما، إضافة للإصابة بأنواع عديدة من الديدان. وأضاف الدكتور عبد الله حسن أن عدم توافر كميات كافية من المياه في المنازل يشكل خطرا كبيرا على الصحة، ويتحمل الأطفال القسط الأكبر من الآثار الصحية نتيجة نقص المياه، وأشار إلى أن الفرد الواحد يحتاج ل 50 لترا من المياه في اليوم للاستخدامات الشخصية كحد أدنى في المناطق ذات الطقس المعتدل، وتكون الحاجة الفعلية أكثر من ذلك في الأجواء الحارة.