القاتل الأول لازال يعيش بيننا بكل حرية، ويأكل من أرضنا، ويحظى بالرعاية والاهتمام من قبل الكثير؛ تقال فيه الأشعار، وتحاك حوله القصص؛ ومنح جملة ألقاب أشهرها على الإطلاق سفينة الصحراء. نعم هناك تاريخ مشرف للإبل، وسجل حافل بالعطاء، لكن ليس من بينها تسببها في وقوع آلاف الحوادث وموت المئات وإصابة الآلاف، وليس من بينها ترميل النساء وتيتيم الأطفال. لقد تحولت الإبل السائبة إلى هاجس كبير، وخطر حقيقي يتربص بالإنسان، ومقيم غير مرغوب فيه في الطرقات السريعة الطويلة، وسبب مباشر في ارتفاع عدد المعاقين وأصحاب العاهات، وزيادة الأرامل والأيتام، حتى وصلت نسبة الوفيات جراء الحوادث المرورية عموماً في تبوك إلى 21 وفاة في الشهر، والله أعلم كم نسبة حوادث الإبل منها. أنا لا ألوم الحيوان؛ بل ألوم الراعي مالك هذه البهيمة الذي لم يتقيد بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية، واستهتاره بأرواح الناس فلا حافظ على منع إبله من السير ليلا، ولا تقيد بوضع الحزام العاكس الذي يوضع على الإبل فيعكس الضوء، ويتنبه بذلك السائق. وأقول: والحزن يخيم على قلبي، أوقفوا هذه المجازر وألزموا أصحاب الإبل أن يتقيدوا بالتعليمات وسنوا الأنظمة والتشريعات الرادعة الملزمة التي تحمل صاحب الإبل السائبة مسؤولية الحوادث التي تسببها بهائمه بدلا من ترك الدماء تسفك على الطريق دون تحديد المسؤول الذي ينفي ملكيته للإبل إذا وقعت الواقعة بل ان بعضهم يعمد إلى قص الوسم الموجود على الإبل الذي يدل على ملكيته للحيوان السائب المتسبب في الحادث. وخلاف هذا يحدث لو أن المسألة متعلقة بتعويض أصحاب الإبل لأي سبب كان. ارتطام حافلة بجمل سائب التقطته عدسة القارئ قبل أيام على الطريق الدولي في تبوك عبد العزيز جايز الفقيري تبوك