أكدت مصادر قبائلية باكستانية ل «عكاظ»، مغادرة زعيم حركة طالبان حكيم الله محسود وزيرستان الجنوبية إلى جهة غير معلومة، يرافقه أكثر من ألف مقاتل بعد أن سيطرت القوات الباكستانية على بلدة كوتكاي معقله في اليوم السابع من عملية (طريق النجاة) التي تهدف إلى اجتثاث طالبان من منطقة شهدت اضطرابا مستمرا. وأفادت المصادر أنه جرى رصد تحرك لمجموعات متفرقة لقوات تابعة لطالبان من بلدة كوتلي طوال ليلة أمس الأول. وتوقعت المصادر أن تكون مغادرة محسود لمعقله، خطوة وانسحابا تكتيكيا، بهدف إعطاء الفرصة للجيش للتوغل داخل البلدة، ومن ثم الدخول في حرب شوارع تقليدية طويلة المدى، مشيرة إلى أنه ما زال هناك الآلاف من مقاتلي الحركة يخوضون معارك ضارية مع الجيش في محاور عدة في وزيرستان. وكانت مصادر عسكرية باكستانية قد كشفت أمس أن «قوات الجيش سيطرت على كوتكاي خلال الليل وتقوم حاليا بتطهير البلدة». وتابعت المصادر قائلة «إنه اختراق مهم؛ لأن كوتكاي كانت معقل طالبان ومسقط رأس حكيم الله محسود وقاري حسين». وحكيم الله محسود هو قائد حركة طالبان باكستان وقاري حسين أحد معاونيه، ويعتبر الرأس المدبر للعديد من العمليات الانتحارية التي وقعت في باكستان. وفسرت المصادر العسكرية ل «عكاظ» أن البطء في حصول تقدم في العمليات العسكرية، يعود إلى حرص الجيش في عدم حدوث إصابات بين المدنيين والممتلكات. وأضافت أن عملية (طريق النجاة) تحقق أهدافها تدريجيا، وأن قتالا ضاريا تدور رحاه في مرتفع جندولا الاستراتيجي. إلى ذلك، ذكر مسؤول حكومي أن طائرة أمريكية بلا طيار قتلت عشرة أشخاص أمس بعد أن قصفت منزلا لأحد قادة حركة طالبان في منطقة باجور القبلية. وأضاف عبد الملك المسؤول في المنطقة: «سقط صاروخ على منزل مولوي فقير ولدينا تقارير بسقوط عشرة قتلى». ولم تؤكد مصادر «عكاظ» إصابة مولوي فقير الذي يعتبر أحد قيادات طالبان المعروفة التي تحظى بدعم حكيم الله محسود. على الصعيد السياسي، تصل هيلاري كلينتون وزير الخارجية الأمريكية، قريبا لبحث المستجدات على الساحة الأمنية والسياسية ومناقشة سبل دعم إسلام أباد في حربها ضد الإرهاب.