واصل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس تسجيل القمم المحيرة، وذلك عندما سجل قمة جديدة عند مستوى 6485 نقطة في الساعة الأولى من بداية الجلسة، وفي نصف الساعة الأخيرة من الجلسة شطب مكاسبه الصباحية، ليغلق على تراجع بمقدار 16.85 نقطة أو ما يعادل 0.26 في المائة ويقف عند مستوى 6433 نقطة، بعد أن سجل قاعا يوميا عند مستوى 6422 نقطة، وبحجم سيولة تجاوزت 6.4 مليار وكمية أسهم متداولة بلغت أكثر من 308 ملايين سهم، جاءت موزعة على نحو 145 ألف صفقة، وارتفعت أسعار أسهم 59 شركة، وتراجعت أسعار أسهم 63 شركة من بين مجموع 132 شركة، بعد شطب سهم شركة هادكو من المؤشر العام ومن إدراجه للتداول نتيجة استحواذ شركة المراعي عليها، ويعتبر الإغلاق في المنطقة الإيجابية على المدى اليومي حيث أغلق فوق نقطة الارتكاز المحددة عند مستوى 6418 نقطة ومن الأفضل اليوم ألا يتم كسر حاجز 6392 نقطة في حال مواصلة جني الأرباح الطبيعي. كانت السيولة تتدفق بشكل أسرع ومنذ بداية الجلسة مقارنة بالأيام الماضية، وذلك جاء نظرا لدخول السيولة في أغلب أسهم الشركات الثقيلة التي تقل أسعارها عن 20 ريالا كمضاربة، حيث تحاول السيولة اصطياد الأسهم القريبة من سعر القيمة الاسمية، وهذا ما أشرنا إليه في تحليل أمس، فيما تنتظر السوق إعلان نتائج أرباح سابك، وإن كانت الأنظار تتجه إلى معرفة الأرباح التشغيلية للشركة تحديدا. فمن السيناريوهات التي تشهدها السوق في مثل هذه الحالات؛ التركيز على كمية التداول في السهم القائد. فكلما ارتفعت الكمية دون اختراق المقاومة السابقة، يعني انتظار إعلان الشركة لاتخاذه كذريعة لإجراء عملية جني أرباح غالبا ما تكون العملية مباغتة، والعكس إذا كانت الكمية ضعيفة والسهم اخترق القمة؛ فإنه سيتم رفع المؤشر العام بهدف إدخال صغار المتعاملين في دوامة الشراء بعد جني السوق للأرباح، ومع مواصلة السوق للارتفاع غير المتوقع يتم الدخول وفي القمة؛ لتجري عملية جني الأرباح والتصريف الاحترافي معا وتكون النتيجة مزيدا من التعليق، فغالبا لا يتم هبوط السوق وإلا والأغلبية داخلها، والتوصيات أكثر من التحذيرات. ففي مثل هذه الحالات من الأفضل عدم الإفراط في التفاؤل وسرعة اتخاذ القرار خاصة بتفعيل خاصية وقف الخسارة، حيث شهدت أحجام السيولة اليومية ارتفاعا، فكما هو معروف يعتبر حجم أربعة مليارات قاعا وخمسة مليارات قمة، ففي حال تجاوز ضعف القاع، أي تجاوز ثمانية مليارات؛ هو إشارة أولية لإمكانية جني السوق أرباحها بهدف التخلص من السيولة الزائدة ويكون الهبوط قاسيا إذا لم تستطع تأسيس قاع عند القمة السابقة (خمسة مليارات)، أما في حالة الارتفاع ما بين ستة إلى سبعة مليارات ولم تصل إلى الضعف، فإنه سيتم تثبيت المؤشر العام عن طريق الموازنة بين القائدين سابك والراجحي مع الوصول إلى قاع السيولة المستهدفة والدخول مرة أخرى في موجة صاعدة جديدة. وتعتبر تعاملات اليوم مكملة لتعاملات الجلسة السابقة، مع ملاحظة أن السوق تنتظر إعلان أرباح سابك وموقف داو جونز من خط عشرة آلاف نقطة، وأسعار النفط من 77 دولارا وجميع هذه المعطيات ربما تتضح مع بدء تعاملات غد أو في آخر تعاملات اليوم، ومن المهم ألا يكسر سهم الراجحي سعر 76 ريالا وسابك 79 ريالا.