الأمريكيون واليابانيون لن ينسوا تاريخ 6 و 9 سبتمبر من العام 1945، حين قام طياران أمريكيان بإلقاء قنبلتين ذريتين على كبرى المدن اليابانية، إذ قام الطيار بول تيبتس عبر طائرت 29 B، بقذف قنبلة بوزن 120 ألف كلغ على هيروشيما في 6 سبتمبر، وبعد أيام تبعه زميله تشارلز سويني، إذ ألقى القنبلة الثانية على ناكازاكي، لتتحول اليابان بلد الإمبراطوريات إلى كتلة ملتهبة من النار، وتقول المصادر الأمريكية، إن كلا الطيارين لم يكونا على علم بحجم أضرار هذه القنابل، وإن 95 في المائة من ضحايا القنبلتين هم من المدنيين، لكن التاريخ بات على الرفوف بعد مضي أكثر من ستين عاما على هذه الأحداث. وفي هذا السياق، توقع ناطق باسم الحكومة اليابانية ألا يزور الرئيس الأمريكي باراك أوباما مدينتي هيروشيما وناكازاكي، وهما المدينتان الوحيدتان في العالم اللتان ضربتا بقنبلة ذرية في الحرب العالمية الثانية، وذلك خلال زيارته الأولى إلى اليابان في 12 و 13 نوفمبر المقبل. ونقلت وكالة الأنباء اليابانية «كيودو» عن كبير الناطقين باسم الحكومة اليابانية هيروفومي هيرانو قوله خلال مؤتمر صحافي، «أخشى أن يكون من الصعب (أن يزور أوباما المدينتين) ذاك أن فترة إقامته قصيرة». واعتبرت الوكالة، إن عدم زيارة أوباما إلى هيروشيما وناكازاكي قد تخيب آمال سكانهما، الذين كانوا يأملون بأن يعطي دافعا للخطوات الرامية إلى التخلص من الأسلحة النووية، بعد دعوته في وقت سابق من هذه السنة إلى عالم خال من الأسلحة النووية. عادة ما يكون التاريخ مؤثرا على سلوكنا اللاواعي، فهل يتصرف أوباما بسلوكه اللاواعي ويحجم عن زيارة أكبر المدن التي تعرضت للنار في التاريخ العالمي على يد الولاياتالمتحدةالامريكية، أم أن يتجاهل التاريخ في مصالحة غير معلنة لهاتين المدينتين.