استحوذت زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى دمشق على الاهتمام العالمي عموما والأوروبي خصوصا، إذ شدد المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية خافيير سولانا على الدور الذي تتبناه الدبلوماسية السعودية، مشيرا إلى جهود خادم الحرمين الرامية إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وقال سولانا في تصريح خاص ل «عكاظ» إن زيارة الملك إلى سورية تأتي تفعيلا لهذا الدور الإيجابي، منوها بأن الملك عبد الله رجل سلام ويعمل من أجل السلام. وأشار إلى أن لقاء الملك والأسد يأتي في سياق السعي الحثيث للملك لتحقيق المصالحة العربية التي نادى بها مؤخرا خلال قمة الكويت. مضيفا أنه يتابع باهتمام كبير هذه الزيارة التاريخية انطلاقا من أنها فاتحة لعودة سورية إلى ساحة الحوار لتحقيق السلام العادل والشامل والذي حسب قوله لا يمكن أن يتحقق دون مشاركة حقيقية لسورية. إلى ذلك أكدت الناطقة باسم الرئاسة السويدية ل «عكاظ»، إن الاتحاد الأوروبي يرحب بهذه الخطوة انطلاقا من أن التقارب السعودي السوري من شأنه التمهيد لعودة مفاوضات السلام. هذا وأبدت الصحافة الأوروبية والألمانية على وجه التحديد اهتمامها بأول زيارة يقوم بها خادم الحرمين الشريفين إلى سورية منذ توليه الحكم وشددت على جهود الملك من أجل التقارب العربي والمصالحة العربية وتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، مشيرة في هذا الصدد إلى المبادرة العربية التي انطلقت من المملكة والتي تشرح خطوات السلام في الشرق الأوسط وشكل المنطقة بعد تحقيق السلام المبني على القرارات الشرعية. في هذا الإطار، كتبت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينة تسايتونغ»، المحافظة على الصفحة الرئيسة للعلاقات الخارجية، موضوعا مفصلا حول أول زيارة يقوم بها الملك إلى سورية، مدعمة بصورة الاستقبال في دمشق حيث أشارت الصحيفة إلى جهود خادم الحرمين الشريفين لتحقيق المصالحة العربية والتي تأتي الزيارة في إطارها، فضلا عن إشادة بدور خادم الحرمين الشريفين لاحتواء الخلافات العربية، موضحة أن الملفات الأساسية للزيارة تناولت السلام في الشرق الأوسط وتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة والعلاقات مع العراق والعلاقات الثنائية، معتبرة أن هذه الملفات تشكل أولويات لدبلوماسية الشرق الأوسط والخليج العربي وأن دور المملكة هو دور أساسي ومحوري للتعامل الصادق مع هذه الملفات.