قال خبراء في شؤون الشرق الأوسط "إن سوريا كانت تعيش في عزلة منذ الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين ووقوع العراق تحت سيطرة قوات التحالف 2003 بل ومنذ وضع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الدولة المذكورة ضمن محور الشر لتزداد عزلتها منذ إغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري عام 2005، هذه العزلة – بحسب الخبراء -ساهمت بتقارب سوري إيراني أكثر نجم عنه سخط الكثير من زعماء الدول العربية من التقارب الإيراني السوري كانت نتيجتها شعور العاهل السعودي بالإحباط" . الرياض: جاء ذلك خلال ندوة دعت إليها جامعة هومبولدت في برلين يوم الاثنين تناولت زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى دمشق ومرافقته الرئيس السوري بشار الأسد إلى بيروت يوم الجمعة. وأضاف الخبراء أن العاهل السعودي يبذل جميع جهوده لتنقية الأجواء العربية وإنهاء الخلافات بين زعماء الدول العربية لمواجهة الأخطار المحدقة بمنطقة الشرق الأوسط بينما ساهمت سياسة الرئيس الأسد بوقوع نزاعات في المنطقة المذكورة وازدياد ظاهرة التشيع والتطرف وإيصال المنطقة إلى حافة حرب حقيقية إن وقعت لن تكون نتائجها السلبية على إسرائيل، بل ستعود نتائجها السيئة على النظام السوري لأنه على غير استعداد لخوض حرب مع الدولة العبرية. وأشار هؤلاء الخبراء إلى انه لولا زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى دمشق في أكتوبر من عام 2009 لبقيت دمشق معزولة على الرغم من زيارات قام بها مسؤولون دوليون إلى تلك العاصمة فقد ساهمت زيارة خادم الحرمين الشريفين بانفتاح جديد للأوروبيين والأميركيين أمام سوريا وزيارة العاهل السعودي الأخيرة إلى دمشق ومرافقته رئيس سوريا الأسد إلى بيروت ساهمت بمصالحة بين دمشقوبيروت ومحاولة لإعادة الاعتبار لسوريا من جديد على الرغم من أن تأثير دمشق السياسي والمعنوي على بعض الفئات السياسية في لبنان ظل قائما على الرغم من انسحاب جيش تلك الدولة من لبنان عقب مقتل رفيق الحريري . ويرى خبير شؤون الشرق الأوسط اودود شتاينباخ أن زيارة العاهل السعودي إلى دمشق في أكتوبر عام 2009 كانت بمثابة أمل للبنان هذا الأمل بتحسين العلاقات اللبنانية السورية التي أسفرت عن زيارة سعد الحريري أربع مرات إلى دمشق وزيارة خصم سوريا اللدود الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى دمشق كانت تتويجا لعودة الدفء إلى العلاقات بين الرياض والعاصمة السورية والزيارة الأخيرة لعاهل السعودية إلى دمشقوبيروت مع الرئيس الأسد سيكون لها تأثيرات ايجابية بين دمشقوبيروت . إلا أن خبير شؤون الشرق الأوسط بيتر شولاتور استبعد أن يؤدي التقارب السعودي السوري إلى ابتعاد دمشق عن طهران "فمنطقة الشرق الأوسط تعيش وسط زوبعة من المفاجآت السياسية فالتقارب السوري التركي تم بمباركة السعودية كما أن سياسة الغرب الطائشة ضد إيران وعدم اكتراث واشنطن لمعاناة الفلسطينيين واستمرار حصار غزة وبناء المستوطنات عامل قوي لبقاء محور طهراندمشق" مؤكدا انه على الرغم من الخلاف السعودي الإيراني الذي يكمن بظاهرة التشيع والتدخل الإيراني باليمن إلا أن الرياض حريصة على حقن الدماء وتوحيد الصف الإسلامي العربي لمواجهة الأخطار. وأضاف أنه على الرغم من أن العاهل السعودي يقف وراء مبادرة الجامعة العربية بعلاقات مع إسرائيل شريطة الانسحاب من حدود الخامس من حزيران/ يونيو 1967 إلا انه أعلن في مؤتمر الكويت الذي عقد في وقت سابق من عام 2009 أن هذه المبادرة يجب ألا تبقى على طاولات الجامعة المذكورة وزيارة الملك السعودي الأخيرة إلى دمشق مقدمة لإعادة توحيد السياسة العربية وبالتالي سيحدث عنها انفراج سياسي في العراق فالانتخابات التي جرت في تلك الدولة منذ أكثر من أربعة اشهر لم تؤد إلى قيام حكومة فيها جراء تأثير دمشق السياسي على أطراف الخصام على الرغم من أن للسعودية تأثيرات سياسية ودينية لا يستهان بها على أطراف آخرين بتلك الدولة فالعاهل السعودي اجتمع مع زعماء عراقيين من اجل تنقية الأجواء.