يخضع جثمان أستاذ الآثار الإسلامية في جامعة أم القرى ناصر الحارثي للتشريح من قبل الجهات الطبية في العاصمة المقدسة، نزولا لرغبة والدة الفقيد التي أصرت على تشريح الجثة للوصول إلى حقائق وأسباب الوفاة، وبالأخص في ظل رفضها فرضية الانتحار المتداولة. واتفقت زوجة أكاديمي مكة مع الوالدة في رفض شبهة الانتحار التي ذكرت خلال سير التحقيقات الأولية للسلطات الأمنية. وأرجع الابن البكر لأكاديمي مكة باسم الحارثي، في حديثه ل «عكاظ» أسباب وفاة والده إلى الاكتئاب النفسي الحاد الذي أصابه في العامين الأخيرين من حياته، وأدى إلى وقوعه ضحية لاضطرابات نفسية حادة دفعتهم لاصطحابه إلى عيادات نفسية متخصصة في جدة، التي صرفت الأدوية اللازمة لعلاج حالته. وأوضح باسم الحارثي أن والده لم ينتظم في استخدام الأدوية، وتركها قبل وفاته بسبعة أشهر، لحرصه الشديد على الأبحاث العلمية ومواصلة انجازاته العملية، خصوصا وأن تلك الأدوية تفقده النشاط وتجعله أسيرا للنوم لساعات طويلة بعد تناولها. وأفاد باسم أن كتابة والده للوصية لا تعني بالضرورة تضمينه نية الانتحار منذ فترة، مضيفا «بل كانت من باب ما تعود عليه والدي الذي كان يجدد كتابة الوصية كل عامين، وذلك اقتداء بالسنة النبوية». وقال باسم الحارثي إن وصية والده شملت تفاصيل ما عليه من التزامات مادية وما له كذلك، مشيرا إلى أن الأسرة لا تستبعد فرضية تعرض والده للسحر من أحد ضعفاء النفوس الذين استغلوا طيبته خلال سفره في الخارج، وبالأخص في رحلته لليمن. وأضاف «ربما ليس لدي ما أقوله في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، إلا أن كل الحقائق ستكشف بعد دفن جثمان والدي المرحوم، وهذا ما اتفقت عليه الأسرة، وكل ما لدينا من أقوال رصدت في محاضر التحقيق لدى الجهات الأمنية». وعند سؤاله عن السبب في تأخير دفن جثمانه حتى ساعة إعداد هذا التقرير، أجاب «لعل السبب هو مطالبة جدتي بتشريح الجثة لمعرفة الأسباب المؤدية للوفاة». وحول وجود خلافات عائلية بين زوجتي الفقيد، قال باسم «ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من تبادل التهم بين زوجتي الفقيد وأنه وراء ما حدث لا أساس له من الصحة، ربما هناك اختلاف وخلاف بين الزوجتين من حساسيات كما هو معروف، ولكن لم يكن بالصورة التي قد تقود إلى هذه الحادثة المؤلمة». وكرر باسم أن حالة والده الصحية تدهورت في الآونة الأخيرة، إثر ظهور ملامح الإرهاق والإعياء والتعب على هيئته، مؤكدا عدم علمهم بعدم تناوله الدواء إلا بعد وفاته.