رأى صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل المشرف العام على مؤسسات فكر، أن «المشكلات التي يعاني منها المؤلف في العالم العربي صعبة ومتشعبة، وليس هناك حل سحري بين يدي مؤسسة الفكر، لكنها تجمع صناع القرار في مكان واحد من أجل إيجاد الحلول». وقال ل «عكاظ» على هامش مؤتمر مؤسسة الفكر «حركة التأليف والنشر في العالم العربي» الذي اختتم أعماله البارحة الأولى في بيروت: «إن عنوان مؤتمر فكر 8 في الكويت اقتصادي؛ لأن القمة الاقتصادية انعقدت هناك منذ سنة، ونسعى من خلاله لمعرفة ما الذي حدث بعد سنة، وما أنجز من اتفاقيات». وفيما يلي تفاصيل اللقاء: ما المتوقع بعد صدور توصيات مؤتمر حركة التأليف والنشر في العالم العربي؟ المؤتمر من ضمن أنشطة مؤسسة الفكر العربي، لكن المؤسسة عادة في كل مؤتمراتها لا تخرج بتوصيات، لكن تصدر تقارير بناء على كل ما دار فيها وترفعها للجهات المعنية. وجميعنا يتطلع إلى خلاصة ما قدم من أبحاث في مجال الكتاب والتأليف والنشر. دعم المؤلفين أين مؤسسة الفكر من دعم المؤلفين؟ المؤسسة لها برامج كثيرة، والمؤتمرات من ضمن برامجها، وتعقد مؤتمرا سنويا عاما يقام في شهر ديسمبر (كانون الأول)، والمؤتمر الراهن هو أحد المؤتمرات الجانبية، وهو شراكة بين مؤسسة الفكر العربي والحكومة اللبنانية ممثلة في وزارة الثقافة. أما المشكلات التي يعاني منها الكاتب والباحث في العالم العربي فصعبة ومتشعبة، وهذا هو المصطلح الأفضل، بعضها يتعلق بحقوق الملكية الفكرية، وأخرى تتعلق بأمور اقتصادية عامة، ولا أعتقد أن هناك حلا سحريا بين يدي مؤسسة الفكر العربي، لكن ما نحاول القيام به من خلال هذه التجمعات أننا نأتي بصناع القرار ونجتمع تحت سقف واحد، سواء كانوا في المجال الاقتصادي أو المجال الثقافي والتعليمي، وأن أصحاب الشأن هم الذين يستطيعون أن يجدوا المناخ المناسب، أضف إلى ذلك القياديين في المجال الاقتصادي الذين يستثمرون في مجال الطباعة والنشر، والحلقة الثالثة الكتاب والمثقفون وأصحاب الملكية الفكرية الذين ينتجون هذه المواد. وإذا جمعنا كل هؤلاء في مؤتمر واحد وتباحثوا فستبرز من خلال النقاش والآراء العوائق والتجارب السلبية وفي الوقت نفسه تسليط الضوء على التجارب الناجحة لعل جميعنا يستفيد من البعض الآخر. وأعتقد أن مثل هذه التجمعات تشكل دافعا وحافزا للتغيير الدائم. هذه هي مساهمتنا في هذا المجال لأن مؤسسة الفكر إحدى المؤسسات المعنية بالثقافة والعلم والمعرفة في العالم العربي، ولا ندعي أننا نملك عصا سحرية ونستطيع تغيير العالم العربي، إنما نحن نسعى لتضافر الجهود مع المؤسسات الأهلية والرسمية الحكومية ولعل ذلك يكون خطوة إلى الأمام. عنصر الشباب إلى أين ستصل المؤسسة من كل هذه المشاريع، مؤتمرات فكرية، مشاريع للشباب، تشجيع حركة النشر؟ خطة المؤسسة من خلال كل هذه الأعمال، وخصوصا هذه اللقاءات بين الشباب.. وقد سمعت للتو إعلان الأمير خالد الفيصل في إشراك الشباب في اللجان الاستشارية، ومن هذه المجموعات ينتخب عضوان في مجلس إدارة المؤسسة ما هي إلا دلالة واضحة على اهتمام المؤسسة بعنصر الشباب والتعامل معهم ليسوا كشريحة منفصلة عن المجتمع، بل إنهم جزء أساسي ومهم فيه، لذلك نريد من هذه المجموعات في المؤسسة أن تنعكس همومها وتطلعاتها على كل البرامج في المؤسسة، وليس في برامج معنية بالشباب فقط، حيث سيؤخذ برأيهم وخبراتهم في كل برامج المؤسسة، وأعتقد سيكون لهم أثر بالغ وإيجابي في هذا المجال. العالم الإلكتروني المؤسسة عملت على مشروع إدخال الحاسب الآلي في صلب التعليم الرسمي، وقد نفذت المرحلة الأولى في لبنان بإشرافكم. هل لمستم تجاوبا من الطلاب في تلقي التعليم عبر الحاسب الآلي؟ التقنية اليوم عامل مساعد ومحفز وتستطيع استخدامه متى تشاء. ولا شك أن الرابط الذي يوصل العالم كله اليوم من خلال الشبكة العنكبوتية والعالم الإلكتروني أعطى إضافة كبيرة في انتقال المعلومات والخبرات وتعارف الناس من مختلف أقطار العالم، ونحن نريد أن نوظف ذلك في مؤسسة الفكر العربي بطريقة تخدم أغراض المؤسسة وأهدافها عن طريق ربط الشباب العربي في مختلف أنحاء الوطن العربي؛ لأن تكلفة المؤتمرات واللقاءات مرتفعة جدا، وعن طريق العالم الإلكتروني الجديد فإن المجال سيفتح بشكل لم يكن موجودا في السابق. مؤتمر فكر 8 يعقد مؤتمر فكر 8 في الكويت تحت عنوان «التكامل الاقتصادي والعربي شركاء من أجل الرخاء.. فكر يقود الإنجاز». ما هو المتوقع من هذا المؤتمر في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية؟ مؤتمرات مؤسسة الفكر تختلف موضوعاتها، وبما أن المؤتمر سيقام في الكويت بدعوة كريمة من أمير البلاد، وبما أن الكويت احتضنت القادة العرب في القمة الاقتصادية التي عقدت قبل سنة، رأينا أنه من المناسب أن يكون الجانب الاقتصادي عنوان هذا المؤتمر وموضوعه. نريد أن نعرف بعد سنة على انعقاد القمة الاقتصادية ما الذي حدث؟، وما أنجز من اتفاقيات ونظام مالي ووحدة العملة. والأجوبة على هذه الأسئلة تهم المنطقة العربية. أضف إلى ذلك وجود عوائق كبيرة تواجه الدول العربية بعضها مع بعض، وهذه فرصة لتبحث كل هذه الأمور، وسيكون من المشاركين في المؤتمر قادة اقتصاديون على المستوى العربي والعالمي، لأننا نحن ضمن منظومة عالمية على المستوى الاقتصادي لا نعمل في فراغ، وأن المشكلات الاقتصادية التي نعاني منها أساسها الغرب والولايات المتحدة بشكل خاص.