أوضح مساعد الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي حمد العماري أن الاحتفالية الثامنة للمؤسسة والتي ستنطلق اليوم في الكويت تأتي في إطار تكوين الصلة بين القمة الاقتصادية العربية الأولى التي عُقدت بالكويت والقمة الاقتصادية التي ستُعقد في القاهرة السنة المقبلة. وقال في حوار مع «المدينة» أن شعار المؤسسة لهذا العام لم يخرج عن الإطار الاقتصادي حيث انطلق تحت عنوان «التكامل الاقتصادي العربي: شركاء من أجل الرخاء»، مشيرا إلى أنه لا يمكن إغفال التأثير المتبادل بين الاقتصاد والقطاعات الأخرى، حتى الفكرية والثقافية. * لماذا اختلف عنوان المؤتمر هذا العام عن الأعوام السابقة وحمل عنوانا اقتصاديا؟. - الإعداد لمؤتمرات فكر تتم بعناية فائقة من القائمين في مؤسسة الفكر العربي بدءا من اختيار العنوان الرئيسي للمؤتمر والتي تبدأ منذ لحظة انتهاء المؤتمر السابق، حيث يجري اختيار لجنة استشارية تضم مفكرين ومثقفين وخبراء عرب يضعون مسودّة واقتراحات لأبرز القضايا التي يُعنى بها العالم العربي، ويتم ترشيح عنوان رئيسي للمؤتمر تدور حوله محاور المؤتمر، وقد تم اختيار «التكامل الاقتصادي العربي» عنواناً لمؤتمر هذا العام بناءً على اقتراح اللجنة، ليكون صلة وصل بين القمة الاقتصادية العربية الأولى بالكويت والقمّة الاقتصادية العربية الثانية التي ستُعقد في القاهرة 2010، وبصفة عام فإن «فكر 8» يهدف هذا العام إلى توفير مفهوم أفضل للتحركات الاقتصادية في المنطقة العربية وتأثيرها على المجالات الاقتصادية الأخرى، والاستفادة من الخبرات الناجحة ونتائجها، وخلق مساحة للحوار البنّاء. * كيف ترى تأثير الاقتصاد وتحريكه لمعطيات العالم، وما هو انعكاساته على كافة الأصعدة، ومنها الثقافي، خاصة في الوطن العربي؟. - لا يمكن اغفال التأثير المتبادل بين الاقتصاد والقطاعات الأخرى، والعالم العربي بحاجة لجيوش من المثقفين ليأخذوا بيده إلى المنهج السليم الذي يقوده للتنمية، والثقافة ليست كما يتصورها البعض بأنها درجة من درجات المعرفة الخاصة، وإنما هي أسلوب حياة وحرية التفكير ووسيلة للمعيشة ونمط استهلاك والتعامل مع الآخر، وهي محرّك أساسي في عملية التنمية الشاملة، إذ تستوعب كافة جوانب الحياة. * هل كان للأزمة الاقتصادية التي واجهها العالم دور في بلورة رؤية مؤتمر الفكر لهذا العام؟. - بالطبع لها دور كبير، فنحن جزء من المجتمع نتلمّس همومه ونعيش وسطه، وأيضاً العالم العربي بأكمله حشد طاقاته منذ العام الماضي لوضع التصورات للمستقبل في ظل المتغيرات الجديدة التي يشهدها العالم وتؤثر بشكل أو بآخر على عالمنا العربي، وقد عهد مؤتمر فكر على التطرّق وتناول أبرز المواضيع والقضايا على الساحتين العالمية والعربية. * من أهداف المؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر التأكيد على أهمية دور جيل الشباب ودورهم في معالجة التحدّيات المترتبة، كيف ترى ضرورة الاهتمام باستثمار الشباب.. وما آثار هذا الاستثمار على الوطن العربي؟. - بالفعل الاهتمام بالشباب هو من أهم أولويات مؤسسة الفكر، وتأتي بتوجيه من رئيس المؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي يولي مشاركة الشباب أهمية خاصة، ومن أجل ذلك أطلقنا هذا العام مبادرة «سفراء شباب الفكر العربي»، والتي تقضي بتعيين سفراء لفكر من الشباب العربي يمثلون برنامج شباب الفكر العربي في المؤسسة في دولهم ليشمل جميع الدول العربية، وسيتم اختيار السفراء الشباب بعناية فائقة، وسنحرص أن يكونوا من الناشطين اجتماعيا في بلدانهم وذو أخلاق عالية، كما نحرص على ألاّ يرتبط الشاب (السفير) بأي ارتباط حزبي أو سياسي أو طائفي، وهو يبقى في منصبه لمدة سنتين غير قابلة للتجديد لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الشباب والشابات العرب للمشاركة. وتهدف مبادرة «سفراء شباب الفكر العربي» إلى خلق نموذج مثالي من الشباب العربي نعتزّ به ويكون ممثلاً ل «فكر». * المملكة من الدول التي ترتفع فيها نسبة عدد الشباب (ذكور وإناث) مقارنة بباقي الدول، كيف يمكن أن تكون هذه الميزة نقطة تحول إيجابية للمجتمع؟. - بالطبع ارتفاع نسبة الشباب في المملكة تُعتبر من المميزات الإستراتيجية التي يمكن استغلالها بشكل كبير للاستمرار في عمليات التنمية في المملكة، وهذا ما يلمسه المواطن السعودي من خلال المشاريع العملاقة التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والتي يمكن أن توفر برامج عديدة لتطوير مهارات الشباب وإشراكهم في بناء المستقبل، إضافة إلى زيادة فرص العمل، وتطوير التعليم المستمر بما يساهم في سدّ الفجوة بين مخرجات التعليم وفرص العمل. * يواجه العالم العربي نظرة سلبية من جانب الغرب نتيجة لمعطيات وتداعيات 11 سبتمبر. كيف تساهم المؤسسة في نشر الفكر النيّر البعيد عن التطرف وتكريس مبدأ الحوار؟. - الهدف الرئيسي من مؤتمرات فكر هو تغيير نظرة العالم إلى العرب وتصحيح المغلوطات التي من شأنها أن تعطي فكرة خاطئة عن العرب، كما تهدف إلى استقطاب النخبة من المفكرين والمثقفين والخبراء والعلماء في العالم العربي والعالمي لإقامة حوار بنّاء وجدّي حول أهم القضايا العالمية وتأثيراتها في عالمنا العربي، لإبراز دور العرب كشريك معني في اتخاذ القرارات بشأن كافة القضايا العالمية .