قادت الأسهم القيادية وأسهم الشركات الكبرى مؤشر سوق الأسهم إلى ارتفاعات قوية خلال الأسبوع ووصلت إلى أعلى مستوياتها خلال عشرة أشهر مضت ليتخطى الحاجز النفسي لمجال ستة آلاف نقطة والذي وصل إليه قبل أكثر من ثلاثة أشهر، لكنه لم يصمد كثيرا وهبط دونه بعد إعلانات الربع الثاني، إلا أنه لم يكسر حاجز 5300 نقطة رغم المحاولات المتعددة خلال الفترة الماضية لكسر ذلك الدعم وتزامنت تلك المحاولات مع صدور أخبار سلبية متشائمة حول أداء الاقتصاد العالمي. ونشطت سوق الأسهم خلال أول الأسبوع بفعل عدد من العوامل الإيجابية التي كونت الموجة الصاعدة من مستويات 5600 نقطة حتى أقفلت عند نقطة 6322 نقطة محققة ارتفاعا قدره سبعمائة نقطة تقريبا خلال أسبوعين. ومن أبرز تلك العوامل اختتام اجتماعات قادة الدول العشرين في الولاياتالمتحدة والتي أفرزت عددا من القرارات والسياسات التي من شأنها كبح حدة التباطؤ الاقتصادي والتعهد باستمرار ضخ الأموال الحكومية في المشاريع التنموية خلال الأعوام الخمسة التالية حتى لايعود توقف جريان الدم بشرايين الاقتصاد العالمي ويقع فريسة الركود الذي قد يتحول إلى كساد طويل الأجل. كذلك كان للأخبار التي صدرت عن توصل البنوك إلى اتفاق مع مجموعة سعد والقصيبي ببيع الأخيرة بعض أصولها وسداد المديونيات المستحقة لتلك البنوك وهذا من شأنه أن يخفض المخصصات المقتطعة من صافي الأرباح لمواجهة احتمالات عدم السداد، الأمر الذي أنعش القطاع البنكي وساهم بصورة فعالة في نهوض مؤشر السوق إلى المستويات التي وصل إليها. ورغم تعرض بعض الأسواق العالمية وأسعار النفط لتراخ ملحوظ وجني أرباح وخصوصا أسعار النفط التي كسرت مرة أخرى حاجز ال 70 دولارا وهبطت إلى أدنى سعر خلال الأسبوع وهو 65 دولارا ولكنه سرعان ما استرد عافيته وعاد إلى مستويات 70 دولارا للبرميل الواحد بعد تقرير حكومي أظهر انخفاضا كبيرا غير متوقع في مخزونات البنزين ساعد في ارتفاع العقود الآجلة للمنتجات المكررة رغم نمو امدادات النفط الخام، وكانت التسوية يوم الأربعاء وهو نهاية الربع الثالث من 2009 أعلى بواقع 72 سنتا فقط عن مستوى التسوية في نهاية الربع الثاني التي بلغت 69.89 دولار للبرميل. ويلاحظ أن الأخبار القوية وخصوصا المحلية منها مثل تسوية وضع مجوعة سعد والقصيبي مع البنوك أعادت الثقة جزئيا إلى السوق وساهمت في تزايد ضخ السيولة الاستثمارية، حيث وصلت قيمة التداولات في آخر جلسة إلى أكثر من خمسة مليارات ريال. وجاء إغلاق الأربعاء متزامنا مع الإغلاق الشهري لسبتمبر وإعلان نهاية الربع الثالث للعام 2009 وبالتالي ترقب نتائج الشركات الكبرى وخصوصا الشركات ذات العوائد والشركات التي اعتادت على توزيعات ربعية، الأمر الذي دفع العديد من المستثمرين بالتدافع لشراء تلك الأسهم، خاصة أن الكثير منها يقع ضمن مكررات ربحية منخفضة أو معقولة في ظل استقرار الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها تلك الشركات. ومن الناحية الفنية، أصبح المؤشر يتمتع بوضع إيجابي، خصوصا أن المتوسطات المتحركة انتظمت بالتسلسل الإيجابي لها وكلها تقع تحت نطاق المؤشر العام، الأمر الذي يزيد من احتمالات تواصل الموجة الصاعدة بالرغم من وضوح تضخم عدد من المؤشرات الفنية، إلا أن أسلوب التهدئة وانخفاض الأسعار المتبع كان له أثر في تخفيف حدة ذلك التضخم بالمؤشرات. ويتوقع أن تشهد السوق ربما جني أرباح، خصوصا عند بلوغها نقطة مقاومة تبدأ الأولى عند 6407 نقطة تليها 6472 نقطة. وهناك دعوم لحظية قد تكون انطلاقا للمؤشر إلى اختراق المقاومة الواقعة عند 6472 نقطة والإقفال قريبا منها وهذه الدعوم تبدأ من 6286 ثم الدعم الأهم عند 6222 نقطة وكسر الأخير ربما يجهض الموجة الصاعدة مؤقتا ويعود به إلى مستويات حاجز 6070 نقطة. لذا فإن أي إقفال دون دعم 6220 نقطة يعتبر سلبيا، فيما يعتبر الإغلاق فوق حاجز 6472 إغلاقا إيجابيا تمهيدا لاختبار مقاومة أخرى عند 6550 نقطة.