اليوم الوطني: عيد للتنوير

وطن للحرف

لم تعد احتفالاتنا تقليدية ونحن نعبر اليوم الأربعاء أثناء احتفالنا بيومنا الوطني المجيد إلى المستقبل، متسلحين بسلاح العلم والريادة في افتتاح معلم من معالم التنوير بتدشين «جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية»، في «ثول» غربي السعودية.
يحمل تبني هذا الإنجاز مفهوما أكبر للوطن، عندما يتحول من منارة إشعاع مقدسة بخدمة الحرمين الشريفين إلى خدمة قدسية أول كلمة نزلت في القرآن الكريم «اقرأ» دعما للعلم وانتصارا للتنوير والانفتاح؛ لتصبح للأوطان صفات وملامح مختلفة عما عهدناه، فهناك أوطان تحتضن الإنسان، وأوطان لقبس العلم يبتكرها ذلك الفارس الذي يقدم للعالم «وطنا للعلم» ليعلن ميلاد أول لبنة ويزرع أول الغراس.. في منطقتنا العربية التي نُكبت بالحروب وعرفت بالتمزق.
ولعل اختيار يوم احتفالنا باليوم الوطني السعودي المجيد للتدشين بالغ الدلالة على أن بانتظارنا احتفالا بعيد التنوير يولد اليوم لنشهد على ميلاده سنويا، ونحتفل به فخرا وزهوا واستبشارا بأعياد حصاده المقبلة، واعترافا بأن الاستثمار في العلم والإنسان هو انتصار للانفتاح على الآخر وأنه لا حياة لنا على هذه الأرض مع ثقافة الانغلاق ومخلفاتها من إرهاب وتشدد وتطرف اكتوينا بناره ونحلم بالعلم والتنوير لمسحه من ذاكرتنا ما يوصلنا إلى دائرة مترابطة من الاحتفالات بأعياد الانفتاح الممتدة على أرض الواقع.
إن مجالات مثل الطاقة والبيئة وتحلية المياه والتقنية البيولوجية الصناعية والتطبيقات العلمية للكمبيوتر هدف كوكبة من ألمع العقول وأكثرها موهبة جاءوا من ثقافات متنوعة ليجعلوا من الجامعة صرحا عالميا مرموقا للتعلم والتطوير ويتم تبني الجامعة لتصبح مركزا عالميا للبحث العلمي تضم عشرة تخصصات علمية وعشرة مراكز أبحاث، وبهذا تتميز السعودية باحتضان 70 جنسية من أساتذة وطلاب من مختلف دول العالم؛ تقدمهم للمجتمع العالمي نتيجة انفتاحها على العالم وقبولها للكفاءات دون تحديد جنس أو لون أو عرق في حالة من الإلغاء الكامل لكل الاعتبارات عدا التفوق العلمي. ومن أبرز المهام الملقاة على عاتق الجامعة في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، تحويل أشعة الشمس من مصدر حرارة غير مستغلة إلى مصدر طاقة متجددة، وتحلية المياه وتحويل رمال الصحراء إلى تقنيات، والنباتات الصحراوية إلى محاصيل غذائية.
ملك الإنسانية والقلوب سيسطر لك التاريخ هذا الصرح العلمي العظيم المولود في عهدك أيها الفارس عبد الله بن عبد العزيز الذي عرف أن الاستثمار في التعليم والإنسان والانتصار للعلم أهم لبنات بناء الأوطان.. عيدنا الوطني هو «أنت».
asma22asma@gmail.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة