بداية أهنئ الجميع وخصوصاً الطلاب والطالبات بالعام الدراسي الجديد بعد أن تمتعوا بالاجازة السنوية التي أتمنى أن تكون دافعاً لهم لبداية عام دراسي جديد كله حيوية ونشاط، إنه سميع مجيب. ثم أقول مستعيناً بالله: إنه قبل أيام حلت الذكرى الثمانين لليوم الوطني، اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه توحيد كامل أجزاء الوطن وتسميته المملكة العربية السعودية والذي صادف هذا العام 14 شوال الموافق 23 سبتمبر، ففي اليوم الأول من الميزان عام 1351ه الموافق 1932م سجل التاريخ مولد المملكة بعد ملحمة بطولية تمكَّن الملك الموحد لله، الموحد للوطن من قيادة شعبه لتحقيق ذلك الانجاز العظيم. لقد استغرقت تلك الملحمة (32) عاماً من الجهاد والنضال، والكر والفر تكللت بتوحيد شتات الوطن، وتحقيق أول وحدة عربية ناجحة في العصر الحديث، وبذلك أبدل الله بالشتات الوحدة والخوف بالأمن، والفوضى بالنظام والجهل بالمعرفة، والفقر بالغنى والمهانة بالكرامة، والمرض بالصحة والأقصى بالمكانة.. والعزلة بالانفتاح والضعف بالقوة والتبعية بالاستقلال. لكل دولة أسلوبها وأسبابها للاحتفال بيومها الوطني.. وأعتقد أننا في وطننا حالة خاصة لا تتكرر بين شعوب الأرض.. فبالإضافة إلى الأسباب المتعارف عليها من حب الوطن وتكريس الانتماء له فإني أرى أن احتفالنا بيومنا الوطني ليس احتفالاً عادياً كما هو في الدول الأخرى بل هو احتفال بمولدنا من جديد جيلاً بعد جيل.. وهو احتفال بوحدة وطننا. هذه الوحدة التي أنقذتنا من العوز والحاجة، ومد اليد للغير أو البحث عن لقمة العيش، بعيداً عن أرضنا وأهلنا، كما هو حادث لدى عدة ملايين يعملون على أرضنا، بعيداً عن أرضهم وأهلهم وذويهم.. بل كما كان الحال مع أهلنا في الزبير والكويت وبلاد الشام، قبل توحيد هذه البلاد واكتشاف نعمة النفط، الذي عمّ خيره كل أنحاء هذه البلاد المترامية الأطراف. فنحن مثلاً نقول: ما الذي لدينا على الأرض غير مزارع صغيرة تأخذ أكثر مما تعطي، ولنتخيل أن سكاناً بحجم أبناء وطننا الغالي وبعددهم الحالي يعيشون على أرضها.. فهل بإمكان هذه المزارع توفير الحد الأدنى من سبل العيش الكريم لهم؟! أترك الإجابة لكم.. ولأكون أكثر صراحة أقول: إن مقارنة حالة المدن الحدودية في المملكة مع نظيراتها في الدول المجاورة (باستثناء دول الخليج العربي) تعطينا يقيناً أن مثل هذا الاحتفال يجب أن يكون في معظمه شكر الله أولاً، ثم الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وشكر رجاله وأبنائه البررة من بعده على نعمة توحيد هذه البلاد. صدقوني هذا ما يجول بخاطري عندما تحل ذكرى اليوم الوطني، أقوله لكم بكل شفافية وصدق، وليس به ما يقلل من شأن وطني أرضاً وإنساناً، ولكنه من باب الحرص على تلمس كل سبل المحافظة على وحدة هذه البلاد أرضاً وشعباً: حفظ الله وطني وأدام عليه نعمه.. وحفظكم الله إخواني وأحبتي. للتذكير: ونحن نحتفل بيوم الوطن العزيز تحتفل الجامعة بمناسبة جميلة تتزامن مع هذا الاحتفال الأجمل، ألا وهو حصول برامج كلية الهندسة بجامعة القصيم على الاعتماد الأكاديمي للهندسة والتقنية الأمريكية (ABET) حيث صدر الاعتماد خلال الاجتماع السنوي للهيئة والذي عقد في يوليو 2010ه، فهنيئا لجامعتنا الفتية وننتظر الجديد من الاعتماد الدولية.