في أحد العصاري وجدت نفسي أحوم كالطير في حرم جامعة حائل الجديد فوجدته ورشة عمل كبرى، مبان عصرية وطرق عريضة ومساحات شاسعة وبوابات عملاقة. عادت بي الذاكرة إلى ما قبل سنوات قليلة عندما كانت (الجامعة) عبارة عن كلية للمجتمع تمنح درجة «الدبلوم» أما الطلبة المتفوقون والراغبون في مواصلة دراساتهم الجامعية، فلم يكن أمامهم سوى حزم حقائبهم إلى الجامعة الأم في الظهران لاستكمال درجة البكالوريوس!! يقول لي مدير الجامعة الدكتور أحمد محمد السيف بأن «الواسطة» قد انتهت تماما من الجامعة وعندما قلت له «إلا الواسطة يا دكتور» قال ما أقصده أن لكل خريج مقعدا ولم يعد أحد بحاجة إلى وساطة أحد، بمن في ذلك مدير الجامعة ذاته، وهي عبارة أسمعها لأول مرة في أي مرفق حكومي مهما تضاءلت أهميته.. أو درجة خدماته. من كلية صغيرة في مبنى مستأجر إلى جامعة عملاقة تضم ست كليات من بينها كلية للطب والهندسة، ومن نظام تعليمي تقليدي إلى توقيع اتفاقيات شراكة تعليمية مع أعرق الجامعات في بريطانيا وفرنسا. في هذا العام تعاقدت الجامعة مع (500) متعاقد ومتعاقدة وعليك أن تتصور كيف ستؤثر هذه الخطوة على الخريطة الاجتماعية والثقافية فضلا عن التجارية في الوسط الذي تقوم الجامعة على خدمته. هذا فقط نموذج واحد من نماذج البناء والتطوير في مؤسسة التعليم العالي. ماذا لو انسحب هذا النموذج على بقية القطاعات الأخرى التي لا تزال تعاني من اختناقات خدمية.. كيف ستكون عليه بلادنا خلال سنوات قلائل؟ لا تصدقوا بأنها الاعتمادات المالية فقط، فتعثر المشاريع والمركزية المطلقة وسوء الإدارة هي جوهر المشكلة في بقية القطاعات.. وهناك استثناءات قليلة. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة