الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود طرح إقامة جامعة للابتعاث الخارجي، وعندما يتكلم الدكتور العثمان ينبغي أن نصغي إليه جيدا. أنا أتفق مع طرح الدكتور، وفوق ذلك عندي له شهادة خاصة. أتفق معه لأن الابتعاث لم يعد غاية تعليمية، وإنما نافذة تنويرية، بعد أن انكفأ التعليم في بلادنا وتراكم عليه ما تراكم خلال بضعة عقود. السبب الآخر أن التعددية التعليمية غير متاحة في بلادنا، خلافا لبقية دول العالم، لعدم السماح بإقامة فروع للجامعات والمعاهد العالمية العريقة. بالتالي، فنحن نحتاج إلى راعٍ خارجي بكيان مؤسسي، بدلا من إدارة هذا المشروع العملاق عن طريق أساليب تقليدية ولجان مبعثرة، كما هو حاصل حاليا. أما شهادتي، فقد طلب مني أحد الطلبة المبتعثين أن أتابع طلبه الوارد من الملحق التعليمي إلى إدارة الابتعاث بهدف تحويل بعثته إلى بريطانيا. حضرت، وليتني لم أحضر، لأن الصورة اهتزت في ذهنيتي تماما، قال لي أحد الموظفين وب «نفس شينه» إن الانتقال إلى بريطانيا موقوف منذ بضعة أشهر، رفعت السماعة على الطالب لأبلغه بذلك، لكنه رد بلغة واثقة قائلا إن اثنين من زملائه في الجامعة قد صدرت الموافقة على نقلهما إلى بريطانيا، وإمعانا في إحراجي أعطاني اسمي الطالبين واسمي الجامعتين البريطانيتين. «كسر في حلقي عود» كما يقول المثل الشعبي، ولم أجد بدا من الاستمرار في هذا المشوار «المقرف». حضرت الأسبوع الذي يليه، فقال لي سكرتير المدير العام للابتعاث إن المقابلات مع سعادته تكون الساعة (11) صباحا.. ومع الطلبة حضرت في الموعد المحدد، ووجدت طابورا طويلا يبدأ من مدخل المبنى وينتهي عند «كونتر» الأمن، حيث يقف الرجل المسؤول. سألت إن كان هذا هو مدير عام الابتعاث، فقالوا إنه مدير الشؤون المالية والإدارية، وأن سعادة المدير العام إما أن يكون مشغولا أو خارج المبنى. لم أصدق هذا المشهد غير الحضاري في قضية حضارية، حيث الاستقبال في الممر والحوار على الواقف وأمام الملأ. حضرت بعد يومين لعلي أجد إجابة تشفي غليل الطالب الذي شعر بالغبن بسبب تطبيق النظام عليه واستثناء بقية زملائه. وجدت كما كبيرا من المراجعين في مكتب سكرتير المدير العام والصالات المجاورة لم أشهد خلالها سوى بعض الخناقات بين الطلبة والمراجعين من ناحية وبعض موظفي مكتبه من ناحية أخرى. لم يؤذن لي بالدخول، فذهبت إلى مكتب وكيل الوزارة، فقيل لي إنه خارج البلاد وأنه يقضي معظم وقته لتفقد أحوال الطلبة في الخارج. سألت عن اللجان التي تقرر في مثل هذه المسائل، فقالوا إنها لجان تجتمع وتنفض في أوقات متفاوتة. تحدثت مع الطلبة، فوجدت تذمرا شديدا وكلاما لا يصدق. معالي الوزير، أرجو عدم تصديق هذه الحكاية واعتبارها حكاية ملفقة، وأن كل شيء على ما يرام، وكل ما أطلبه من معاليكم عمل استبيان مع الطلبة عن طريق مؤسسة محايدة لعلك تطلع على الحقيقة. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة