التجارب التي تحدث أمامنا في بعض الدول العربية التي تغيرت فيها الأنظمة السياسية، أو تلك التي في طريقها إلى التغيير، تثبت بأن التقنيات المعاصرة قد قامت بتحييد دور المباحث والاستخبارات إلى حد بعيد. كانت هذه الأنظمة تستند في بقائها على القرارات اللا محدودة لهذه الأجهزة الاستخباراتية المتعالية في رصد التجمعات ومراقبة الناس والتصدي لتكوين رأي عام شعبي قبل حدوثه، إلى أن اكتشفت بأن ذلك كله يمكن أن يحصل من خلال ملامسة «بورد» جهاز يتوفر اليوم حتى لدى الأطفال. لم يصدق العقل الرسمي العربي من أين جاء هذا ال «فيس بوك» وال «توتير» وغيرها من مصائب هذا الزمان! هذا العقل الرسمي لم يخطر بباله أن هذه الشعوب التي يعرفها وتعب على تربيتها على القناعة بما قسم الله من خبز وحريات، يمكن أن يكون لديها القدرة على عمل الحشود بهذه الصورة وأجهزته الاستخبارتية لا حول لها ولا قوة. لم تتصور العقول الديناصورية التي تعمل في المباحث والاستخبارات، والتي تراكمت خبراتها وإمكانياتها ومخصصاتها، أن يغدر بها الزمن، وأن ينهي السيد المحترم «فيس بوك» دورها الهائل بهذه الصورة. لم تصدق هذه الأنظمة أن المدارس والجامعات التي فتحتها لتدريس الأمية قادرة على تخريج طلاب يستطيعون الاستفادة من قدراتهم الذاتية وتطويع هذه التقنيات التي صنعها لهم الأجانب. التاريخ يثبت كل يوم بأن لا أحد يستطيع التطاول عليه أو إيقاف حركته أو تغييره عن مساره. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة