بدأ الكثير من السعوديين يستعدون لعيدالفطر المبارك بشراء العطور والبخور، ويركزون على خشب ودهن العود لما لهما من روائح طيبة ووقع طيب في النفوس. وتؤكد دراسة علمية أجريت حديثا حول استخدام العطور الشرقية في السعودية أن استخدام خشب ودهن العود جزء لا يتجزأ من شخصية المواطن السعودي الملتزم بالتراث والعادات الأصيلة. وأثبتت الدراسة وجود ارتباط بين استخدام العطور الشرقية بالشعائر الدينية، حيث يستخدم بكثرة في المناسبات الدينية والأعياد وأيام الجمع. وأظهرت الدراسة تميز وفخامة مستخدم دهن العود ومكانته العالية في المجتمع بمن فيهم مستخدم العطور الغربية، إلا أن مفضليه أخذوا عليه صعوبة استخدامه بعكس العطور الشرقية التي اعتبروها عملية وسريعة وسهلة في الاستخدام. «عكاظ» تجولت على عدد من الشركات الموردة للعطور الشرقية ومحلات بيع بخور ودهن العود، حيث يقول مساعد المدير العام في شركة أجمل عادل القرافي إن الإقبال تراجع بنسبة قد تصل إلى 20 في المائة عن العام الماضي. وعزا هذا الضعف في الإقبال إلى عدة عوامل من أبرزها: تحفظ العديد من الأسر التي كانت تضع شراء البخور ودهن العود من أولوياتها الأساسية حولت هذا البند إلى قائمة الكماليات مع وقوع الأزمة العالمية، تأثر دخول الكثير من تلك الأسر نتيجة توجيه قدر كبير من ميزانية الأسرة على شراء الغذاء والدواء والملبس فضلا عن الايجار، وهي البنود التي ارتفعت بشكل كبير جدا خلال العام الماضي. وقدر القرافي حجم سوق العطور الشرقية في السعودية بأنه يتراوح مابين 900 مليون إلى مليار، حيث تعتبر السوق السعودية هي الأكبر في المنطقة قياسا بحجم الشركات والموردين العاملين في هذا السوق، ويظهر ذلك جليا من خلال الحملات الإعلانية التي تقوم بها هذه الشركات، مضيفا: إن ذروة الموسم هما شهرا شعبان ورمضان، حيث يحرص العديد من الموزعين على الاستعداد المبكر لموسم عيد الفطر، وكذلك الأسر التي تحرص على شراء احتياجاتها قبل فترة العيد بوقت كاف. وأشار القرافي إلى أن حجم مبيعات شهر رمضان يزيد على بقية العام ب 40 في المائة. وأضاف: إن شهر رمضان هو الفترة الذهبية للمبيعات استعدادا لعيد الفطر، إذ تشتري أغلب الأسر كميات من البخور والدهن ليوم العيد وكذلك كثرة المناسبات العائلية خلال فترة الإجازة. وحول الكيفية التي يتم بها تحديد أسعار العود، قال إن تحديد أسعار العود يخضع لعدة معايير من أهمها: صعوبة استخراج خشب العود؛ فهو يستخرج من الأدغال التي يصعب الوصول إليها وتكون هناك مخاطرة كبيرة، حتى إن بعض العاملين في استخراج خشب العود أخبرني بأنهم يفقدون الكثير من الأشخاص أثناء عملية الاستخراج، وكذلك ندرة وجود الأنواع الجيدة. ويضيف أيضا: إن الاستثمار في مجال بيع خشب ودهن العود يعتبر من الاستثمارات طويلة الأمد، حيث يستغرق الوقت من بدء فتح اعتمادات الشراء إلى الوصول للموزع وتحصيل الأموال منه قرابة العام، وهذه فترة تعتبر طويلة قياسا بمجالات أخرى مايرفع التكلفة. وكذلك فإن خضوع خشب ودهن العود لاتفاقية «السايتس» وهي اتفاقية عالمية للتجارة الدولية في أنواع النباتات والحيوانات البرية المهددة بخطر الانقراض، والتي تلزم الدول الموقعة عليها بوضع نظام لترخيص وضبط عمليات تصدير وإعادة تصدير واستيراد الحيوانات الحية أو الميتة أو النباتات أو الأجزاء والمشتقات النباتية والحيوانية الوارد ذكرها في ملاحق الاتفاقية، مايصعب عملية استيراد وتصدير أخشاب العود. وعن نوعية زبائن العطور الشرقية، يقول القرافي :إن زبائن العود يتفاوتون حسب نوعية البضاعة، فهناك الأنواع الفاخرة التي لها زبونها الخاص، وهي في الغالب لا تتداول في الأسواق، ويبلغ سعر الكيلو منها 100 ألف ريال أو يزيد. وهناك الأنواع الأقل جودة. وكلما تدنت الجودة رخص السعر إلى أن نصل إلى الأنواع المغشوشة، ولكن هناك معلومة أود أن أركز عليها حول الدهن وهي أن أي منتج طبيعي سائل وغير مغلف تغليفا محكما أو معالج كيميائيا يصعب المحافظة على نفس مستوى جودته الأولى. ويأتي متوسطو وكبار السن في المرتبة الأولى على قائمة زبائن العود والعطور الشرقية، يليهم النساء في المرتبة الثانية. ويتفق زياد العقيلي صاحب أحد محال توزيع العود على أن فترة رمضان وقبيل عيد الفطر المبارك هي الفترة الذهبية التي تزدهر فيها تجارة بيع خشب ودهن العود. ويشكو من أن عددا من العمالة الوافدة توزع أنواعا مغشوشة من العود في الأسواق، حيث لا يتورعون عن غشها إما بطلي خشب العود بأنواع من العطور المصنعة أو غش الدهن بإضافة أنواع من الزيوت عليه. ويرى تاجر العطور الشرقية أحمد بن قديم أن فترة الإجازة كانت تعتبر هي الموسم الثاني بعد موسم رمضان من حيث الحركةالشرائية والبيعية لم تشهد الإقبال المعتاد هذا العام، ويرجع ذلك إلى الظروف الاقتصادية التي تمر بها معظم أرباب الأسر.