أنعش العيد سوق العطور الشرقيةوالغربية، وقدر متعاملون في مجال العود والعطور الشرقية في المملكة متوسط ما ينفقه زبائنهم من السعوديين بما يتراوح بين 400 إلى 600 ريال للواحد منهم خلال فترة عيد الفطر المبارك. فيما عمد الكثير من الشركات والمؤسسات العاملة في هذا النشاط إلى تقديم تخفيضات تراوحت ما بين 20 إلى 60 %، بينما انحصرت خصومات العطور الغربية ما بين 20 إلى 35 %، إلى جانب تقديمها عروض بيع أكثر من منتج بسعر مخفض. واستقبلت سوق العطور موسم عيد الفطر المبارك لهذا العام بطلب متزايد على العطور الشرقية، تدفعها في ذلك مواسم الأعياد والأفراح، في وقت حافظت العطور الغربية على صدارة الطلب من قبل المتسوقين. وفي الوقت الذي تزدهر فيه مبيعات العود والعطور الشرقيةوالغربية على حد سواء، خلال فترة العيد، يشكو متعاملون في القطاع من ظاهرة الغش، وهو ما يؤثر على القطاع ككل. ووفقا لمختصين في مجال العود والعطور الشرقية، فإن القطاع يحوز حصة سوقية تتراوح بين 40 إلى 45 % من حجم النشاط الذي يقدر حجم تجارته السنوية في المملكة بأكثر من ثلاثة مليارات ريال بعدما حقق القطاع موقعا متميزا، ما دفع العديد من التجار والمستثمرين إلى إنشاء مصانع ومعامل لدهن العود والعطور الشرقية. ولجأ متعاملون في تجارة العود والعطور الشرقية إلى أسلوب الإعلان عن تخفيضات كبيرة تصل إلى 60 % للترويج لمنتجاتهم خلال فترة عيد الفطر المبارك، وهو ما دفع المتسوقين إلى شراء المنتجات العطرية المستوحاة من البخور والعود، بدلا من الطلب على العطور المشتقة من الزهور والمركبة كيميائيا. وأظهر استطلاع أجرته وكالة الأنباء السعودية أن أبرز المشكلات التي تواجه سوق العود، الغش التجاري الذي يمارسه بعض التجار نتيجة ضعف خبرة بعض المستهلكين في معرفة أصناف وأنواع العود. ويرى متعاملون في مجال العود والعطور الشرقية أن النساء يمثلن الشريحة الأكبر بالنسبة إلى العطور بشكل عام، وبالنسبة إلى العطور الشرقية فإن الإقبال عليها من قبل الرجال أكثر من النساء. ويعتقد معظم العاملين في سوق العطور الشرقية أن المنتجات العطرية الشرقية باتت منافسا كبيرا للمنتجات العطرية الأوروبية، رغم تسجيل تراجع ملحوظ في أسعار الأخيرة بسبب انخفاض سعر صرف اليورو مقابل الدولار، وانعكاس ذلك على قيمتها في السوق السعودية، مشيرين إلى أن ذلك لا يمكن تفسيره إلا بوجود ظاهرة تحول في ذائقة المواطن السعودي الذي يفضل رائحة العطور المستوحاة من العود ودهنه على الروائح العطرية الأخرى. وبات المتعامل في السوق المحلية يستعرض قائمة طويلة من المنتجات العطرية من المخلطات المتميزة بقوة تركيز رائحتها المتعددة الأسماء، إلى تلك العطور المخصصة للجسم وتجد إقبالا كبيرا بين النساء على وجه الخصوص، والعطور المرتبطة بالورد وزيوتها الزكية، إلى أسماء الماركات العالمية من العطور الأوروبية. وحول تفضيل المواطنين التوجه إلى العطور الشرقية على حساب العطور الغربية، عزا عدد من العاملين في الشركات المتخصصة في العطور الغربية ذلك إلى سببين، هما وجود توجه من الشركات العاملة في العطور الشرقية إلى طرح منتجات قريبة من روائح العطور الغربية، والاستفادة من مكوناتها لطرحها على شكل بخاخات بدلا من كونها تباع على شكل «تولة» دهن العود، كما في السابق، وهو ما أسهم في جذب أكبر شريحة لمنافسة العطور الغربية، إضافة إلى رخص ثمنها مقارنة بالعطور الغربية التي لا تزال مرتفعة الثمن. وأكد عدد من المواطنين أنهم يترقبون مواسم التخفيضات لشراء مستلزماتهم من العطور والمنتجات العطرية، خاصة في رمضان والإجازة الصيفية التي تعمد الشركات المنتجة والمستوردة على حد سواء، إلى تقديم عروض خاصة لتعزيز الطلب المحلي على منتجاتها .