لدى الإجابة عن سؤال حول مهمات الناتو الرئيسية بعد إعداد الرؤية الاستراتيجية الجديدة للفترة حتى عام 2010، نلمس أنه تعذر على الناتو التحول من منظمة إقليمية إلى عالمية، وعلى ما يبدو سيهتم بذلك «فريق من الحكماء» برئاسة وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق مادلين أولبرايت. ولا يستطيع أي فرد تحديد المهمات الرئيسية؛ لأنه لا يوجد من يعرف هذا. وفي هذا يكمن تحد كبير جدا للناتو؛ لأنه لم يعد للاتحاد السوفيتي وجود، ولم يتسن تكيّف الناتو بشكله الحالي مع الوضع الجديد في العالم. هذه التناقضات تؤدي إلى مناقشة الرؤية الجديدة للناتو على الدوام، ومع ذلك لم يتمخض هذا عن نتائج معينة. ويرى البعض أن أولبرايت والأشخاص الآخرين الذين يتواجدون هناك اعتادوا على الناتو الكلاسيكي عندما كان الوضع مختلفا، ولذلك فهم غير جاهزين لاتخاذ إجراءات جذرية لتغيير مهمات الحلف. إن الوضع المثالي للناتو وعمله في المستقبل أن تشكل روسيا خطرا يهدد الناتو عسكريا كالاتحاد السوفيتي، ولكن روسيا لا تستطيع القيام بهذا؛ لأن سياستها وطاقاتها أقل ديناميكية، ولم تعد روسيا عدوا ولكنها لم تصبح حليفا. ويرى الباحث السياسي أن الطريق الوحيد لتطوير العلاقات بين روسيا والناتو هو إقامة نظام أمن جديد، إذ يكون الناتو سوية مع روسيا من أعضائه وليس قائدا.