دشن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل اليوم, بحضور معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف ، ووكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للزراعة المهندس أحمد العيادة النسخة الأولى من مؤتمر البطاطس تحت شعار "مستقبل قطاع البطاطس من الزراعة إلى الصناعة", وذلك في متنزه المغواة. وتجول سموه فور وصوله إلى مقر الحفل في معرض ومهرجان الجهات المشاركة وجناح خيرات حائل المصاحب للمؤتمر, الذي اشتمل على العديد من أركان الجهات الحكومية والخاصة والرعاة. وألقى وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة المساعد للمنشآت والخدمات الزراعية المساندة المهندس محمد بن عبدالعزيز العبداللطيف كلمة اللجنة المنظمة للمؤتمر أعرب فيها عن امتنانه لحضور سمو أمير المنطقة مما يعكس أهمية هذا القطاع الحيوي ، مشيرًا إلى أنه سيتم خلال المؤتمر تسليط الضوء على العديد من الفرص ومناقشة دور البحث والابتكار, متمنيًا للجميع الإنجاز والفائدة وأن يكون منصة متكاملة لتبادل الأفكار والخبرات. بعد ذلك دشن سمو أمير حائل المؤتمر والذي تقام فعالياته خلال الفترة من 4 - 5 ديسمبر 2024م في متنزه المغواة ، بمشاركة نخبة من الخبراء والمهتمين في هذا المجال، تلا ذلك عرض مرئي عن المؤتمر. وأعرب معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية في كلمته التي ألقاها عن شكره لسمو أمير المنطقة على دعمه وتمكينه ، مشيرًا إلى أن الحكومة الرشيدة -أيدها الله- أولت اهتمامًا بالغًا في تنمية القطاع الزراعي منذ سبعينات القرن الماضي انطلاقًا من أهميته في دفع عجلة التنمية ودعمًا للأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، وتلا ذلك استهداف برامج تأخذ في الاعتبار ندرة ومحدودية المياه في المملكة ومن أهمها تطوير الصناعات الغذائية وسلاسل الإمداد المرتبطة بها، وجاءت رؤية المملكة 2030 لتؤكد رفاه المواطن وتحقيق الوفرة في المنتجات الغذائية والاستجابة للنمو السكاني والتوسع السياحي الذي تشهده المملكة. وأشار إلى أن المملكة تتمتع ولله الحمد بقطاع غذائي متين وواعد، حيث بلغت قيمته في عام 2023م أكثر من 184 مليار ريال، ويتوقع أن يصل إلى 248 مليار ريال بحلول عام 2035، في حين تسعى الإستراتيجية الوطنية للصناعة إلى تعزيز هذا النمو من خلال جذب استثمارات بقيمة 78 مليار ريال، وزيادة صادرات المملكة من المنتجات الغذائية، مبينًا أن قطاع الصناعات الغذائية في المملكة يشهد نموًا متسارعًا مدفوعًا بعوامل رئيسية، من أبرزها تزايد عدد السكان وارتفاع إنفاق المستهلكين على الأغذية والمشروبات، مما أسهم في جعل المملكة رائدة إقليميًا في مجالات غذائية متنوعة، مثل صناعة الألبان والدواجن والمشروبات، مدعومة بقاعدة قوية من الشركات الوطنية والعالمية الرائدة، كالمراعي، ونادك، وبيبسيكو، ونستلة، والصافي، وأراسكو، وغيرها. وأضاف أن منطقة حائل تُعد من أهم مناطق المملكة التي تسهم بفاعلية في تعزيز الصناعات التحويلية من مختلف المحاصيل الزراعية، وخاصةً البطاطس، حيث يُشكّل إنتاجها حوالي 30% من إنتاج المملكة حيث تُمثل هذه الميزة النسبية نقطة قوة تُسهم في تطوير هذا القطاع في المنطقة، كما تتميز بتنوع الأنشطة الصناعية، لتشمل صناعة المنتجات الغذائية، والمشروبات، وصناعة الأثاث، بالإضافة إلى الصناعات التحويلية الأخرى، وتحتضن المدينة الصناعية بحائل 125 مصنعًا، منها 32 مصنعًا جاهزًا ومؤجرًا ، كما تضم 13 عقدًا استثماريًا و6 عقود لوجستية، مع مساحة مطورة تصل إلى 3 ملايين متر مربع. وأكد معاليه أن التكامل بين منظومة الصناعة والزراعة، يُعد أحد العوامل الرئيسية لتعزيز التنمية المستدامة في المملكة العربية السعودية، حيث يسهم في تعزيز نمو الصناعات التحويلية من مختلف المحاصيل الزراعية، وتحقيق الكفاءة الاقتصادية والاستدامة، إضافة إلى تحسين الاستفادة من الموارد الزراعية وتعظيم القيمة لهذه المحاصيل، وجذب الاستثمارات النوعية، وتوفير فرص العمل، وتحسين كفاءة الإنتاج من خلال الاستثمار في تقنيات الري الزراعية المرشدة لاستهلاك المياه وتمكين البحث والتطوير في هذا المجال للحفاظ على الموارد المائية وتحقيق المستهدفات الوطنية للأمن المائي، كما يُعدّ منتج البطاطس مثالًا واضحًا على التكامل بين الصناعة والزراعة في المملكة، حيث يُعد هذا المنتج محصولًا أساسيًا يسهم في إنتاج منتجات ذات قيمة مضافة عالية، مثل البطاطس المُجمدة ورقائق البطاطس، إذ وصل حجم السوق الزراعي والصناعي لقطاع البطاطس في المملكة عام 2023 إلى 7 مليارات ريال. وبين أنه يتم العمل على سد الفجوة في حجم الواردات التي بلغت 1.7 مليار ريال، من البطاطس المجمدة، و500 مليون ريال من رقائق البطاطس، مما يدل على أهمية هذا القطاع محركًا اقتصاديًّا ومساهمًا في كامل سلسلة القيمة لقطاعات أخرى مثل الأسمدة والآلات والمعدات الصناعية،والزراعية، والتعبئة، والتغليف, مضيفًا لقد أثمر التعاون الوثيق بين منظومة الصناعة والثروة المعدنية ومنظومة البيئة والمياه والزراعة عن استعادة نشاط التصدير بعد استحداث متطلبات الزراعة المعتمدة على أساليب الري المتقدمة، وهو ثمرة جهود متواصلة لتطوير قطاع البطاطس على مدى أكثر من أربعة أعوام ، حيث عملت المنظومتان فريقًا واحدًا على تطوير التشريعات، وتعزيز الفرص الاستثمارية، واستقطاب المستثمرين، مما أثمر عن جذب استثمارات نوعية بقيمة ملياري ريال في هذا القطاع خلال السنتين الماضية. وأشاد بدور المركز الوطني للتنمية الصناعية ومساهمته الفاعلة في تطوير وتنفيذ مثل هذه النماذج الاقتصادية التي يتم من خلالها ربط جميع أصحاب المصلحة على منصة واحدة بهدف تبادل الخبرات في القطاعات المستهدف تطويرها وتنميتها، معربًا عن شكره لسمو أمير حائل، على اهتمامه المتواصل بتحقيق التنمية الصناعية في المنطقة، ودعمه الكريم لإقامة هذا المؤتمر، الذي سيكون إضافة مهمة لتحقيق تطلعاتنا ومستهدفاتنا الوطنية في تطوير وتنمية قطاع الصناعات الغذائية. ونوه سمو أمير منطقة حائل بدعم القيادة الرشيدة -أيدها الله- ، مبديًا سعادته بوجود هذا التوهج والنضوج في إدارة المشهد بأبعاده الثلاث "قدرة واقتصاد ومكانة"، قائلًا: نرى اليوم أنموذجًا يحتذى به فعِّل من خلاله المكان والإنسان، ومن خلال هذه العتبات تنطلق الأمم بمنظومات متكاملة تَعُدُّ خطوات المستقبل ليكون مشاركًا فيه القطاع العام والخاص والأرض والإنتاج, مضيفًا أن منتج البطاطس يشكل قدرة زراعية وتجارية وصناعية. إثر ذلك انطلقت الجلسة الحوارية الرئيسية للمؤتمر بعنوان "التكامل الزراعي الصناعي بالمملكة", بمشاركة نائب الرئيس التنفيذي للصندوق الصناعي خليل بن عبدالقادر النمري ، وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة المساعد للمنشآت والخدمات الزراعية المساندة المهندس محمد بن عبدالعزيز العبداللطيف ، والرئيس التنفيذي للمركز الوطني للتنمية الصناعية المهندس صالح بن شبّاب السلمي ، ومعالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة المهندس خليل بن إبراهيم سلمة ، وأدارها عمار الشمراني. وفي ختام الحفل كرم سموه الجهات التنظيمية والشركاء والرعاة.