في الأسبوع الماضي، أصدر فريق الخبراء الذي ساعد في صياغة مفهوم الاستراتيجية الجديدة لحلف شمال الأطلسي «الناتو» تقريرهم النهائي، بعنوان: «الناتو عام 2020: الأمن المضمون والمشاركة الفعالة». وتحسبا لمفهوم الاستراتيجية المخطط لها، التي من المقرر الموافقة عليها في قمة رؤساء دول الحلف في نوفمبر المقبل بلشبونة، فقد وضع تقرير الخبراء توصيات تحدد للتحالف الكيفية التي يحدد بها أهدافه، وطبيعة المهام الأمنية الأساسية المعاصرة والمستقبلية. ومنذ الخريف الماضي، عقدت مجموعة ال12 برئاسة وزير الخارجية الأمريكية الأسبق مادلين أولبرايت، سلسلة من الاجتماعات العامة والخاصة في مختلف البلدان لمناقشة التحديات التي تواجه الأمن الدولي. وانعقدت واحدة من الدورات في فبراير الماضي بموسكو، حيث التقت أولبرايت وغيرها من أعضاء المجموعة مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الأمن القومي نيكولاي باتروشيف وأعضاء في البرلمان وخبراء أمن. وألقت أولبرايت خطابا حول «حلف شمال الأطلسي الجديد» في معهد موسكو للعلاقات الدولية. ومع ذلك، من قياس الاستجابة الروسية للتقرير النهائي، كان هناك فشل واضح في موسكو للتغلب على المخاوف حول العديد من جوانب تطوير الحلف في المستقبل. والشكوك لا تزال قائمة في كلا الجانبين حول النوايا والسياسات لأسباب تاريخية وجغرافية. والتقرير نفسه يؤكد عدم الثقة المتبادلة «لأن سياسات روسيا في المستقبل نحو الناتو لا يزال من الصعب التنبؤ بها». ويوصي الخبراء بأن المفهوم الاستراتيجي المقبل «يجب أن يؤكد رغبة الحلف لعلاقة أفضل نوعيا مع روسيا على أساس المصالح المشتركة والشفافية والقدرة على التنبؤ». وأوضح ممثل روسيا الدائم لدى الناتو ديمتري روجوزين أن لغة التقرير متناقضة وأظهرت عدم متابعة فريق الخبراء لما يجري في روسيا. وثمة مجال للقلق يتعلق باستخدام روسيا للقوة في ممارسة سلطتها التقديرية. وانتقد روجوزين «طموح الناتو ليحل محل الأممالمتحدة»، وهي العملية التي ادعى أنها حدثت بالفعل خلال الحرب في كوسوفو عام 1999، عندما قرر الناتو استخدام القوة دون موافقة مجلس الأمن. ومن الواضح أن مجموعة الخبراء، مثل صناع القرار الآخرين في حلف شمال الأطلسي، يواجهون تحديا صعبا في إقناع الروس بأن التحالف يرى أن موسكو شريك أمني محتمل. ونأمل أن تساعد الدورة المقبلة لمجلس الناتو وروسيا المشترك في تبديد بعض هذه الشكوك وسوء الفهم.