ما أن تناهى إليّ خبر محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف حتى ارتبط الحدث في ذهني مباشرة بقصة شبيهة ومماثلة جرت على جده مؤسس هذه الدولة الأبية الملك عبد العزيز رحمه الله وذلك قبل 86 سنة (وتحديدا في سنة 1344ه/ 1925م). القصة أوردتها في كتابي الأخير (أروع القصص والمواقف والإنجازات الإسلامية عبر القرون) الصادر سنة 1429ه، كما أن تلك القصة مذكورة بتفاصيلها في كتاب (الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز) للمؤرخ الكبير خير الدين الزركلي. إبان أحداث فتح الحجاز ومواجهة جيوش الأشراف، وبينما الملك عبد العزيز يحاصر جدة، جاءه من أخبره أن الشريف علي بن الحسين (ملك الحجاز وقتها) قد جهز طائرة بمدفع رشاش لتقصف معسكر الملك عبد العزيز، ولم يكن في جيش الملك وقتها أي طائرات أو قوات جوية، وليس في معسكره ما يعصم من أية غارات جوية، لا مدافع مضادة للطائرات ولا مخابئ ولا غيرها، كل شيء مكشوف، فقال الملك بإيمان راسخ : « يكفينا الله شرها». ثم حلقت الطائرة فوق الخيام، ومن في الخيام ينظرون!! وحامت حول أكبر سرادق في المخيم، حيث يجلس عبد العزيز وخاصته، وكان الوقت قبيل الظهر، ومن في الطائرة يرى من في الأرض بالعين المجردة، وعلى متن الطائرة طيار شاب يحمل قنبلتين يدويتين، وكان قد قال في مطار جدة قبل إقلاع الطائرة: «سألقيهما على رأس عبد العزيز»! ولكن الله كفى شرها، فبإرادة الله انفجرت قنبلة منهما في الطائرة فاشتعلت الطائرة وانفجرت في الجو وهوت وأصبحت ومن فيها كومة من الرماد أمام خيمة الملك عبد العزيز. وفي سياق له علاقة، يقول المؤرخ الزركلي: «أخبرني أحد ضباط القصر الملكي، قال: «رأيت الملك عبد العزيز في الهزيع الأخير من إحدى الليالي عند صلاة الفجر يتمسك بأستار الكعبة، ويدعو قائلا: «اللهم إن كان في هذا الملك خير لي وللمسلمين فأبقه لي ولأولادي، وإن كان فيه شر لي وللمسلمين فانزعه مني ومن أولادي». فأبقى الله الملك له ولأولاده من بعده إلى اليوم وحفظهم وحفظ هذه البلاد الطيبة المباركة وأهلها من كل شر ومن كل سوء. ونقول للأمير محمد بن نايف: نحمد الله على سلامتك.. ولتعلم أن الله هو الذي حفظك، كما حفظ جدك من قبل، بعد أن كان بينك وبين الإرهابي الذي يحمل الموت مسافة أقل من متر. أحمد معمور العسيري