وزير الاتصالات: بدعم ولي العهد.. المملكة تقود أعظم قصة في القرن ال 21 في الشمولية وتمكين المرأة    رايكوفيتش: كنا في غفوة في الشوط الاول وسنعود سريعاً للإنتصارات    البليهي: مشكلة الاتحاد انه واجه الهلال وكل المدافعين في اتم الجاهزية    للأسبوع الثاني.. النفط يواصل صعوده    «الأمم المتحدة»: السعودية تتصدر دول «G20» في نمو أعداد السياح والإيرادات الدولية    "متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان" يؤكد على مواصلة العمل الجماعي لإنهاء الأزمة في السودان    غزة.. الاحتلال يبيد العائلات    أمريكا: نحذر من انهيار البنوك الفلسطينية    مئوية السعودية تقترب.. قيادة أوفت بما وعدت.. وشعب قَبِل تحديات التحديث    السيوفي: اليوم الوطني مناسبة وطنية عظيمة    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الجزائري الأوضاع في غزة    ريال مدريد يسحق إسبانيول برباعية ويقترب من صدارة الدوري الإسباني    الهلال يكسب الاتحاد بثلاثية في دوري روشن للمحترفين    في كأس الملك.. الوحدة والأخدود يواجهان الفيصلي والعربي    خادم الحرمين لملك البحرين: نعزيكم في وفاة خالد آل خليفة    ولي العهد يواسي ملك البحرين في وفاة خالد آل خليفة    أمانة القصيم توقع عقداً لنظافة بريدة    "طويق" تحصل على شهادة الآيزو في نظام الجودة    وداعاً فصل الصيف.. أهلا بالخريف    «التعليم»: منع بيع 30 صنفاً غذائياً في المقاصف المدرسية    "سمات".. نافذة على إبداع الطلاب الموهوبين وإنجازاتهم العالمية على شاشة السعودية    دام عزك يا وطن    بأكبر جدارية لتقدير المعلمين.. جدة تستعد لدخول موسوعة غينيس    "قلبي" تشارك في المؤتمر العالمي للقلب    فريق طبي بمستشفى الملك فهد بجازان ينجح في إعادة السمع لطفل    اكتشاف فصيلة دم جديدة بعد 50 عاماً من الغموض    لا تتهاون.. الإمساك مؤشر خطير للأزمات القلبية    إقامة فعالية "عز الوطن 3"    الابتكار يدعم الاقتصاد    تعزيز أداء القادة الماليين في القطاع الحكومي    أحلامنا مشروع وطن    القيادة تعزي ملك البحرين في وفاة الشيخ خالد بن محمد بن إبراهيم آل خليفة    "الداخلية" توضح محظورات استخدام العلم    «الخواجات» والاندماج في المجتمع    لعبة الاستعمار الجديد.. !    مركز الملك سلمان: 300 وحدة سكنية لمتضرري الزلزال في سوريا    ضبط 22716 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    فلكياً.. اليوم آخر أيام فصل الصيف    فأر يجبر طائرة على الهبوط    حل لغز الصوت القادم من أعمق خندق بالمحيطات    نسخة سينمائية من «يوتيوب» بأجهزة التلفزيون    صور مبتكرة ترسم لوحات تفرد هوية الوطن    الملك سلمان.. سادن السعودية العظيم..!    خمسة أيام تفصل عشاق الثقافة والقراء عنه بالرياض.. معرض الكتاب.. نسخة متجددة تواكب مستجدات صناعة النشر    تشجيع المواهب الواعدة على الابتكار.. إعلان الفائزين في تحدي صناعة الأفلام    مجمع الملك سلمان العالمي ينظم مؤتمر"حوسبة العربية"    مصادر الأخبار    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. تنظيم المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان    "الداخلية" تحتفي باليوم الوطني 94 بفعالية "عز وطن3"    يوم مجيد لوطن جميل    مسيرة أمجاد التاريخ    الطيران المدني.. تطوير مهارات الشباب خلال "قمة المستقبل".. الطيران المدني.. تطوير مهارات الشباب خلال "قمة المستقبل"    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة يستأصل بنجاح ورماً ضاغطاً على النخاع الشوكي    شرطة الشرقية: واقعة الاعتداء على شخص مما أدى إلى وفاته تمت مباشرتها في حينه    بلادنا مضرب المثل في الريادة على مستوى العالم في مختلف المجالات    أبناؤنا يربونا    خطيب المسجد النبوي: مستخدمو «التواصل الاجتماعي» يخدعون الناس ويأكلون أموالهم    رئاسة اللجان المتخصصة تخلو من «سيدات الشورى»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذهبت مكرها... وعشت طفرانا... وعدت اتقاءً للشبهات
أعادوني موظفا رمزيا فازدادت شعبيتي .. الملحق الذهبي لمبتعثي أمريكا الدكتور صبحي الحارثي ل«عكاظ»:
نشر في عكاظ يوم 04 - 09 - 2009

لا يمكن أن يمر اسم الدكتور صبحي الحارثي على مسامع أي طالب سعودي من مبتعثي أمريكا في نهاية السبعينيات الميلادية إلى منتصف الثمانينيات دون أن يترك رجع صدى. فالرجل الذي ظل على مدى سبع سنوات يضع القواعد الأساسية للملحقية التعليمية السعودية في الولايات المتحدة في فترة كان يطلق عليها الطلبة (العهد الذهبي) ويحمل على عاتقه أعباءهم وأثقالهم التي تنوء عن حملها الجبال، يتوارى اليوم خلف جدار الذكريات بعد سنوات من الانتظار الممل والصمت القاتل فانتهت بأعمال رمزية واتهامات دون مسوغات وورقة تقاعد على المرتبة الخامسة عشرة، وكأني به قد ارتاح من طي صفحة نكران الجميل بعد أن كان ملء السمع والبصر... الأب العصامي واصل طموحه بالحصول على شهادة الدكتوراة بعد تقاعده ليكون على حد سواء مع أبنائه وآلاف من إخوانه وتلاميذه الذين حصلوا عليها يوم أن كان شمعة تحترق لتضيء الطريق للآخرين، وليزيح عن كاهله كل معاناة السنين، عندما كان يذهب حافيا مع والده من الطائف إلى الرياض ليتعلم القرآن سيرا على الأقدام، ويمص التمرة بدلا من أكلها لأنه لا يضمن وجودها في اليوم التالي... حوار يحكي تجربة واحد من الرجال الخمسة الذين أسسوا وزارة التعليم العالي وظلت له بصمة حاول دائما أن يخفيها بتواضعه لتكون من وراء جدار...
ولدت يوم الإثنين التاسع من ذي الحجة عام 1364ه في قرية العطا بميسان بالحارث، ودرست جزءا من المرحلة الابتدائية في مسجد محمد ابن سنان في الرياض عندما أخذني والدي بعد خمسة أعوام مشيا على الأقدام من ميسان إلى الطائف إلى الرياض فسكنا في خلوة المسجد وكنت جزءا من رحلاته في طلب المطاوعة، ولم نمكث كثيرا هناك فبعد سنتين عدنا إلى مكة وأدخلني والدي مدرسة العزيزية في الشامية حيث درست السنة الثالثة وبقيت فيها إلى الصف الخامس وأتذكر من زملائي في تلك الفترة محمود زرد لاعب الوحدة سابقا، ولم تكن هناك مدرسة ببلحارث حيث سبق لوالدي عام 1369ه أن أحضر إلى قريتنا مدرسة لكن الأهالي رفضوا الدراسة من باب العيب لأن من يدرس فهذا يعني أنه لم يعد قويا للعمل فاضطر والدي إلى نقل المدرسة إلى قرية الحمراء المجاورة لنا.
• طبعا عدت متفوقا على جميع أبناء قريتك؟
بالتأكيد، وكان ذلك عام 1374ه حيث فتحت في تلك السنة مدرسة في قريتنا وكنت متقدما على الطلاب بثلاث سنوات، ومن أطرف الأمور أن المدرس الوحيد بالمدرسة واسمه عدنان حجازي رحمه الله قرر عدم الاستمرار فرشحني لتدريس الطلاب بدلا منه ولم أكن قد تجاوزت الأعوام التسع إلا أن الموضوع لم يطل، فقد أحضروا مدرسا جديدا وذهبت أنا لإكمال دراستي بالحرة عام 1376ه والفضل في ذلك بعد الله يعود للشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن آل الشيخ مدير تعليم الطائف عندما زارنا ولم يجد لدينا مدرسة بعد المرحلة الابتدائية وكنت قد أخذت الشهادة وعدت عند والدي في ميسان ورفض رحمه الله أن يتخلى عني لإكمال دراستي لكوني يده اليمنى في كل شيء، وشاء الله عندما بدأت الدراسة في دار التوحيد أن كتب مدير المدرسة الابتدائية في قريتنا واسمه محسن النجراني خطابا لوالدي باسم مدير التعليم الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وطلب منه أن أدرس في دار التوحيد بعد أن حجز لي مقعدا وطمأنه أنني سأكون تحت إشرافه ولم يكن والدي يرفض للشيخ عبد العزيز طلبا فوافق على ذهابي فأخذت في دار التوحيد المتوسطة والثانوية وكانت الثانوية سنتين فقط وليست ثلاثة أعوام وكنت ضمن آخر دفعة طبق عليها هذا النظام عام 1381ه ومن زملائي الدكتور راشد بن راجح الشريف، ثم التحقت بكلية الشريعة في مكة المكرمة.
• الغريب أنك تزوجت ثم تجرأت على ممارسة التعدد رغم طفرك وتشعب مسؤولياتك؟
تزوجت من أم يحيى وعمري ستة عشر عاما وهي في الثالثة عشر من عمرها وقد خطبها والدي ونحن متجهون يوم الثامن والعشرين من رمضان من مكة إلى الطائف في سيارة أجرة فسأل والدي صديقه الشيخ عبد الله بن مقبول أحد أبرز رجالات عتيبة: ما تزوج صبحي، فقال أبشر وبعد أسبوع تم كل شيء وكلف زواجي 4500 ريال تقريبا وكنت وقتها طالبا في المرحلة الثانوية، أما زواجي من الثانية فقد تم بعد عشرين عاما عندما خطبت أم عبد الله ابنة الشيخ عبد الله بن دريويش والطريف أن الذين خطبوها لي هم أصدقائي الفريق محمد بن هلال والفريق محمد الحمدان والشيخ عبد العزيز بن إبراهيم ومن فضل الله علي أن رزقني منهما سبعة عشر ابنا وابنة هم استثماري الحقيقي في هذه الحياة وكلما أسأل عنهم أقول أن لدي سبعة عشر عمارة شطبت منها أربعة عشر وبقي لي ثلاث من خلال الجوهرة وسما ومحمد الذين ما زالوا يدرسون في المرحلة الابتدائية.
• كنت مدللا في ذلك الوقت بأن تزوجت ودرست على نفقة الوالد؟
أي دلال تتكلم عنه وأنا أصرف على زوجتي من مكافأتي كطالب في دار التوحيد وعندما درست في كلية الشريعة كانت مكافأتي ثلاثمائة ريال وأصدقك القول أنني لم أطلب من والدي ريالا واحدا من عام 1377ه حتى توفي رحمه الله وكنت أعيش معه في غرفة مرتبة على الكفاف لكنني لم أشعره في لحظة منذ أن تزوجت وأنا شابا صغيرا أنني عالة عليه، فقد كنت أعمل في الحج مطوفا وبائعا للسجاد، وعندما تزوجت أم يحيى كنت أمشي إلى كلية الشريعة في أم الجود على أقدامي من مقر سكني في المعلاة برفقة زميلي غازي رحمه الله وفي أحد الأيام وصلنا يوم صرف الراتب إلى الكلية ولم يكن معنا شيء فقال لنا المحاسب: الصرف غدا فأحسسنا أننا في مأزق فقلت لغازي: انتظر حتى يركب جميع الطلاب إلى الباص ثم نصعد نحن فنعطي السائق قلما لعله يقبل عذرنا، وعندما ركبنا فوجئنا بصعود الشيخ فراج العسكري مستشار الأمير سلمان حاليا وهو رجل فاضل ومقتدر ولكننا وقعنا في مأزق تقاليد الواجب فالأول في الصعود هو الذي يدفع من باب المجاملة ولم يكن أمامنا إلا أن نتمسك بالتقاليد ونحن (طفارا) فكان الشيخ يقول الحساب علي وكنا بالمقابل نرفع صوتنا ونقول له: والله ما تدفع ونتمنى أن لا يصدقنا وفي الأخير دفع عنا جزاه الله خيرا قيمة المشوار، لا وأزيدك من الشعر بيت أننا كنا لا نجد غداء عندما نعود من الكلية وفي يوم من الأيام طلبنا من أحد زملائنا أن يأتي لنا بالغداء ووعدناه بأن نحاسبه بعد الأكل فأعد لنا ملوخية مرة وطعمها غريب وبعد دقائق وجدنا أيدينا قد صبغت بلون أحمر فاكتشفنا أنها حنة، فهذه الأمور كانت تمر بنا ولم تكن تعيق تقدمنا الدراسي لأننا كنا أكبر من المشاكل والفقر والمعاناة وظلت قوتنا برجولتنا، وكنت أستلف من الرجال وأتعاون معهم ولا أفعل ذلك مع والدي ووصل بي الأمر أن توليت الصرف على إخوتي، فأحدهم كان يدرس في مكة والثاني في بيروت فتعلم وكافح أضف إلى ذلك مسؤوليتي عن أخواتي ومتابعتهم، أما أبناؤنا الآن فرغم ما يتوافر لهم من النعم فهم أصغر من المشاكل.
• هذا وأنتم أفضل من غيركم في قريتكم؟
أي والله، ورغم ذلك كان والدي إذا جاء بالتمر يعطيني نصيبي فآخذ حبة التمر وأدسها في مكان ثم أذهب للعب وعندما أعود آخذ التمرة لا لآكلها! بل لمصها فقط وأردها إلى مكانها لعدم وجود غيرها.
• ولماذا هربت من القضاء إلى التعليم؟
عندما كنت طالبا في السنتين الأخيرتين في كلية الشريعة بمكة المكرمة عملت مع الشيخ عبد الرحمن الدهش قاضي ميسان رحمه الله وكان طيبا، فلما تخرجت من الكلية رشحني لتولي القضاء ووصلت أوراقي إلى المفتي فذهبت مسرعا إلى الرياض لأوقف هذا الأمر وكان لي صديق فاضل هو الشيخ عثمان الحقيل فقلت له: لقد حصل في قريتي ببلحارث عام 1368ه قتالا بين أبناء عمي في قريتين متجاورتين على قطعة أرض فقتل واحد وعشرون شخصا وأصيب ستون آخرون فهؤلاء يتقاتلون مرة واحدة في العام وإن وضعتموني قاضيا فسيتقاتلون كل يوم وكنت أقول هذا الكلام متهربا من القضاء وأنا أعلم أنه لن يحصل وأتذكر أن الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله طلب مني الرجوع للقضاء فرفضت، وهذا الرجل من نوادر الرجال في حديثه واستقامته وطرفه أيضا، وأتذكر موقفا له عندما كان يعالجه طبيب لبناني اسمه الدبيكي، فقال لي: قل لهذا الطبيب أنت لست لبنانيا وإنما أصل أسرتك من القصيم واسمهم الدبيخي وعندما انتقلت عائلتكم إلى لبنان سموكم الدبيغي وعندما انتقلتم إلى أمريكا أسموكم الدبيكي، ففاجأني الدكتور بتأكيده كلام الشيخ عبد الله مما يدل على حصافته وعلمه.
• اتجهت إلى التعليم دون أن تعلم مايخبئه لك القدر؟
كل شيء بالقسمة والنصيب فبعد تخرجي من كلية الشريعة عملت مدرسا في الطائف وتدرجت سريعا في المناصب التعليمية حتى انتقلت للباحة مساعدا لمدير التعليم ثم عينت مديرا للتعليم عام 1390ه ولم أتجاوز الخامسة والعشرين من العمر فكنت أصغر مدير تعليم في المملكة، ولم أرهب الموقف لأن والدي علمني من كثرة الاحتكاك به والتجارب معه أن أواجه ظروف الحياة إضافة إلى أنني كنت سعيد الحظ بالعمل مع أمير الباحة الأسبق سعود السديري فقد دعمني ووقف معي طيلة السنوات الثلاث التي مكثتها هناك.
• الذهاب لأمريكا جاء بالترشيح ؟
هذه لها قصة فقد كنت أحد خمسة قامت عليهم وزارة التعليم العالي عندما انفصلت عن وزارة المعارف عام 1395 ه وهم معالي الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ وزير التعليم رحمه الله والدكتور طامي البقمي مستشار الوزير ومدير مكتبه عمر الحصين وانتقلوا إلى المكتب الصغير للأمانة العامة في طريق المطار والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ الأمين العام لمجلس الجامعات. وأنا كنت مرتبطا بالشيخ حسن ارتباطا تسلسليا، فوالدي رحمه الله كان محسوبا على الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ وهو الذي قام بالدعوة إلى الله في الحجاز وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب وكانت لوالدي خلوة في مكة المكرمة أعطيت له من الشيخ عبد الله بن حسن، وقد أدرك معاليه رغبتي فكتب لوزير المعارف الدكتور عبد العزيز الخويطر بذلك وكنت قد أعددت ديباجة للاعتذار من وزير المعارف لأستدر عطفه ففاجأني بقوله: يا أخي أدخل في الموضوع بشكل مباشر، فأخبرته برغبتي في النقل، فأخذ ورقتي بغضب وكتب عليها (لا مانع) فقلت لمعاليه: شكرا وأنت لنا ولغيرنا، فقال: ماني ب(لك)، فالتحقت بالشيخ حسن وكلفت بإدارة العلاقات العامة في الوزارة وقد أعطتني هذه الوظيفة حظوة عند معاليه فأسند إلي المشاركة في المؤتمرات الداخلية والخارجية باسم المملكة، ثم رشحني ملحقا تعليميا في القاهرة وما بين صدور القرار ومباشرتي للعمل طلبني الدكتور محمود سفر لأكون مديرا عاما للإدارة بالنيابة بديلا للدكتور عبد العزيز العريعر لتمتعه بإجازته وبعد انتهاء الثلاثة أشهر طلب وزير التخطيط الشيخ هشام ناظر نقل خدمات الدكتور العريعر إلى وزارته فخلا المنصب وطلب مني الشيخ حسن البقاء معهم على أساس ترشيحي لمنصب مدير عام الإدارة فوافق ذلك رغبة في نفسي ويبدو أن شيئا من التوافق لم يحصل بين وزارة التخطيط والدكتور العريعر فاعتذر وزير التخطيط في خطاب للشيخ حسن عن ذلك فأصبحت في موقف حرج ولكن الشيخ حسن فاجأني عندما أعلن رغبة الدولة فتح ملحقية تعليمية في الولايات المتحدة للطلبة المبتعثين الذين تزايدت أعدادهم تلك الفترة، وذهبت في البداية منتدبا لفتح مكتب في كاليفورنيا كتجربة لمعرفة الحاجة إلى مكاتب أخرى.
• لم تكن راغبا في خوض تجربة الغربة؟
ذهبت مكرها أخاك لا بطل فقد كنت متخوفا لعدم تمكني من اللغة الإنجليزية إلا أنني استخدمت خلفيتي الإدارية كسلاح في هذه المعركة واستلمت المسؤولية من الدكتور رضا كابلي الذي سبقني في المسؤولية، وبدأت بفتح مكتب كاليفورنيا بغرفة واحدة في فندق رمادا، بعدها أنشأنا مكتب الملحقية في هيوستن والذي جاء نقلة كبيرة في عمل الملحقية، وقد مررت في تلك الفترة بأيام صعبة وكانت معي زوجتي وأربعة أطفال وجاءت وفاة والدي قاصمة لظهري وجلست لمدة شهر أبكي ليلا ونهارا على فراقه لأنني كنت أمني النفس بأن أعود لأقف معه بعد أن اشتد عودي وزادت خبرتي في الحياة ولكن أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد .
• كيف واجهت البداية الصعبة؟
لم أنقطع عن زيارة الأخيار الذين نصحوني ووجهوني وأشاروا إلي بكثير من تجاربهم خصوصا معالي الأستاذ عبد الرحمن السدحان أمين عام مجلس الوزراء حاليا والدكتور عبد الرحمن الزامل أمين عام مجلس الغرف السعودية، وأنا سعيد بما أنجزت فقد قدمت مع زملائي في تلك السنوات نمطا مختلفا ومغايرا لمكتب تعليمي سعودي خارج المملكة، وتكاد تكون أغلب قيادات البلد الآن من طلاب تلك المرحلة بمن فيهم وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري وهناك وزراء ومديرو جامعات وسفراء بدرجة (معالي) من تلك الحقبة التي أعتز بها.
• ورثت تركة من المشاكل لا تعد ولا تحصى؟
الحقيقة أن موضوع إيقاف الراتب كان أخطر ما يواجهه الطالب لأنه يعني إيقاف بعثته وقد يتبقى له ترم أو ترمان فكانت بعض المنظمات العربية المرتبطة بمواقف ضد المملكة تحاول جاهدة احتواء الطلاب السعوديين فعالجنا هذه المشاكل ثم قمنا بتفعيل مجلة المبتعث لتكون صلة بين جميع الطلاب وقمت أنا وزملائي بأكثر من مئة وخمسين جولة في جميع مدن الولايات الأمريكية وارتبطنا مع الطلاب ارتباطا وثيقا، وقد فتحت زيارة الأمير سلمان في تلك الفترة الباب لتحسين وضع الطلاب السعوديين والاهتمام بهم ورعايتهم فقد أعطانا سموه ثقة وصلاحية جعلت أكثرية الطلاب يطلقون على تلك الفترة بالذهبية... ثم تبنى سمو الأمير نايف وسمو الأمير أحمد حل جميع مشاكل الطلاب فكان دعما لا حدود له، ولم يكن هناك إلا قلة قليلة يدرسون على حسابهم الخاص ومن لم يضم للبعثة كان يدرس على الحساب الخاص لأصحاب السمو الملكي الأمراء، ومن الناحية الفنية أصبحت الملحقية التعليمية في الولايات المتحدة أسرة كل طالب سعودي، ولم تكن هناك حدود للعمل لا في الوقت أو الجهد وكنا نتواصل على مدار الساعة مع أسر الطلاب المبتعثين عن طريق الرسائل المتبادلة مع مختلف الشرائح، وعندما شكلت قضية ضم زوجة المبتعث قلقا للملحقية رفعت الأمر لسمو الأمير سلطان وشرحت له الاستغلال الذي نتعرض له حين ظهرت على الساحة بعض المعاهد والجامعات التي تمارس شيئا من التحايل عن طريق فتح فصول للطالبات مقابل مصاريف دراسية باهظة من أجل الحصول على ورقة تؤكد أن الطالبة المتزوجة تدرس في الجامعة فكنا نصرف لها راتبا ولجامعتها مصروفات الدراسة أيضا واقترحت على سموه أن نضم الزوجة للبعثة ومن تثبت جديتها في الدراسة من جامعات معترف بها نصرف لها راتبا، فقال لي شفهيا وفي لمحة عين: توكل على الله... فانحلت المشكلة وتخرج من تلك الفترة أسماء تجدها على الساحة حاليا مثل الدكتورة عزيزة المانع وخيرية السقاف ونورة السعد وغيرهم .
• ولكن البعض كان يقول: إن المكتب استبد كثيرا في قراراته؟
هذا غير صحيح فقد كنا نشرك الطلاب في قراراتنا ونعمل استبياناتنا بينهم كما كنا نختار النخب، واستطعنا من خلال اجتماعنا معهم كل يوم أربعاء أن نصنع قيادات فاعلة بأن جعلنا من الطلاب رؤساء لهذه الاجتماعات ليطرحوا المشاكل ويقترحوا الحلول لها وللعلم فإن كثيرا من الملاحق التعليميين في سفارات المملكة هم من خريجي هذه الفترة خصوصا في سفارات عمان وإيطاليا وألمانيا ولعلي أشير إلى الأستاذ عبد الله الناصر الملحق التعليمي في لندن فقد كان من هؤلاء النخب، ولا أنسى الدعم المالي الكبير الذي لقيته من الملك فهد رحمه الله لفتح أربعة وعشرين ناديا طلابيا في كل الولايات في تلك الفترة فوجد الجميع فرصة للاجتماع والمؤانسة.
• ولماذا اخترتم هيوستن كمقر للملحقية وليست العاصمة واشنطن؟
لأنها تقع في وسط أمريكا فالطلبة القادمون من كاليفورنيا ونيويورك لا تفصلهم عنا إلا ثلاث ساعات فقط، والحقيقة أن عملنا لم يقف عند حدود اختيار المكان المناسب، بل تجاوزه إلى أدوار أكثر حيوية وأهمية من خلال الارتباط الذي أوجدناه بين الطالب ومؤسسات الدولة عبر برامج للطلاب المتفوقين العائدين وكنت أتخذ الحلول مباشرة من الشيخ حسن رحمه الله ومن سمو وزير الداخلية وكنا نحرص على ربط كل مسؤول سعودي يزور الولايات المتحدة بالطلبة السعوديين في أي ولاية فشعر كل الطلاب أنهم في أجواء الوطن وعندما زادت الدولة مكافآتهم تفرغوا للإنتاج وشعروا بتميزهم على قرنائهم من طلاب الدول الأخرى الذين يدرسون معهم في نفس الجامعات وفتحنا المكتب عبر ضباط الاتصال على مدى أربعة وعشرين عاما فقدمت لنا هذه الخدمة البسيطة حلولا كبيرة لمشكلات كانت تعيق حياة الطلاب.
• يذكر لك الكثيرون معالجتك لقضية تعثر مئات الطلبة في تلك الفترة؟
لا أقولها فخرا بل شكرا لله على ما حدث فمن الأمور التي آلمتني عندما وصلت أن وجدت شريحة كبيرة من الطلاب تتجاوز الألف تقريبا ممن ابتعثوا لدراسة الهندسة بكافة أنواعها خلال خمسة أعوام قد سقطوا في الثلاث سنوات الأولى وتأخروا في اللغة نتيجة التلاعب ولم يكن أمامي خيار إلا إعادتهم إلى المملكة، لكنني تذكرت نصائح المسؤولين ومطالبتهم لي بحل هذه المشاكل، كما شعرت بمسؤوليتي كأب وعز علي أن أرى أبنائي وإخوتي يعودوا فاشلين، فعملت لهم شيئا جديدا من خلال نقلهم في السنتين المتبقية لهم إلى كليات يتخرجون منها بشهادة مساعد مهندس بدلا من مهندس، وكان هذا الأمر مخرجا مريحا للجميع فانتهت مشكلتهم وبعد عودتهم إلى المملكة جاءني مسؤولون من وزارة الداخلية والخدمة المدنية والتعليم العالي فظننتهم سيحققون معي فرأيتهم يشكرون المكتب على ما قدم وكان هذا الموضوع هو بحث رسالتي للحصول على الدكتوراه من الولايات المتحدة.
• لكنك لم تناقش الرسالة حتى الآن؟
من المؤسف أنني أنهيت متطلبات الرسالة في جامعة بتسبرج في الولايات المتحدة ولكن المشرف على الرسالة مات قبل مناقشتها فأبقيتها عندي وحصلت على الدكتوراه من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا عام 1426ه.
• يقال إنكم مارستم البذخ في التعامل مع احتياجات الطلاب ورغباتهم حتى المتعثرين منهم؟
الحقيقة أننا كنا نحسب حسابا لكل موقف وقد تعاملنا مع حالات كثيرة ومتنوعة فأحد الطلاب مثلا أصيب بصدمة حضارية من المطار فأرجعته إلى المملكة وبعد عشرة أيام اتصل بي طالبا العودة فأرسلت له أوراق القبول وتذاكر السفر وعاد مرة أخرى وتخرج بحمد الله، وآخر كان مصابا بانفصام في الشخصية فاشترط علينا أن نستقبله في الملحقية مثل الرؤساء وأن نفرش له سجادا أحمر فوفرنا له ذلك كما طلب، والحقيقة أن مشكلة تعثر الطلاب لا تشغل الفقراء فقط بل الأغنياء والوزراء ومنهم من كان يأتيني فيشكو بألم من تصرفات ابنه ويطلب مني تولي مسؤولية هذا الأمر ولدي رسائل لا تعد ولا تحصى من أولياء أمور تضاءلوا رغم مكانتهم ومناصبهم أمام مشاكل أبنائهم ولو أتاح لي الزمن أن أكتب عنها لكتبت، ولعلني أذكر هنا رسالة لطيفة جاءتني من شيخ فاضل لمساعدة ابنه مثلا كما أتتني رسائل من وزراء كبار في الدولة وما زلت أحتفظ بها بشأن أبنائهم.
• السؤال... لماذا كانت خدماتكم تقتصر على الطلبة السعوديين فقط ؟
إطلاقا فالمكتب لم يكن حكرا على السعوديين فقط فقد قدمنا الخدمة لكل العاملين في المكتب من غير السعوديين وكان لدينا سبعة وثلاثين موظفا سودانيا حصل أكثرهم على شهادة الدكتوراه ويتولون الآن مناصب قيادية في وزارات وسفارات بلادهم وكان أحدهم مديرا لمكتب الرئيس السوداني، وإحقاقا للحق فقد ضرب الإخوة السعوديون في المكتب مثالا رائعا في التضامن والوقوف بجانب بعضهم البعض، ووالله لم يكن شيء يشغلنا في اجتماعات الطلبة السعوديين المتزوجين وغير المتزوجين التي كنا نعقدها مساء كل يوم جمعة، وعلى مدى سبعة أعوام كاملة لم أصدر أمرا خاصا أو مصلحة لأحد منا، فكنا بين ثلاثة أمور إما أن نمزح أو نلعب البالوت أو نتحدث عن مشاكل الطلاب فالشعور بهذا الهم اليومي انعكس على النتاج الحقيقي للملحقية.
• من خلال تجربتك السابقة كيف ترى دور الملحقيات التعليمية حاليا بعد فتح باب الابتعاث على يد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله؟
ما زلت أدعو للابتعاث بتأن ولا شك أن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله قد فتح هذا الباب فتحا عظيما وأسأل الله أن يكتبه في موازين حسناته، لكنني أحذر من أن الابتعاث إذا لم يواكبه متابعة واهتمام وجرد كامل لكل التخصصات التي تم فيها الابتعاث من الوزارات والمؤسسات والقطاعات الحكومية والخاصة إلى جانب الحمل الذي يقع على ظهر وزارة التعليم العالي فإنه من الصعب إيفاء المبتعث حقه ويظل دعم الجهات الحكومية من خلال موظفين لمتابعة شؤون الطلبة المبتعثين في قطاعاتهم أمر ملح وهذا ليس طعنا في الملحقيات التعليمية في الخارج ولكن لا يمكن أن يكون في أمريكا أكثر من عشرة آلاف طالب ويدارون بعدد محدود من المكاتب والعاملين إضافة إلى ضرورة أن تكون إدارة هذه المكاتب من السعوديين.
• هذا يحتاج لميزانيات مضاعفة؟
والله لم أترك وزارة في فترة وجودي في أمريكا إلا وأخذت منها موظفين والأهم أن يكون الدعم من الداخل أيضا فقد كنا نسعد بزيارة الشيخ عبد المحسن التويجري عندما كلف من الملك عبد الله بزيارة طلاب الحرس الوطني في أمريكا أو عندما زارنا الأمير سلمان بتكليف من الملك فهد رحمه الله ولك أن تتصور أنه لم يكن لدينا بند لحل المشاكل القانونية للطلاب إلا الأميرين نايف وأحمد حفظهما الله. وكمثال فقد حصل أن اختلفت طالبة مبتعثة مع زوجها فانتقلت إلى حدود المكسيك وكان السؤال المطروح: من يأتي بها ؟ فتفضل الأمير أحمد وأعطانا الضوء الأخضر لاستئجار طائرة ومحققين من مكاتب خاصة لهذه المهمة، وفعلا تم ذلك وجئنا بالطالبة إلى هيوستن وأسكنتها مع أسرتي وقدمت لها كل الخدمات حتى جاء أهلها واستلموها، والحقيقة لا أتذكر أن جهة حكومية قصرت معنا في شيء فهذا التعاون هو سر نجاح الابتعاث.
• لمستم الفارق في معالجة التوجهات الفكرية لبعض المبتعثين في تلك الفترة وما حدث بعد الحادي عشر من سبتمبر؟
لم أجد طالبا يحمل فكرا ضد الدولة حتى لو كان متضجرا من شيء في تلك الفترة، ومن خلال التجربة أرى أن إعادة النظر في مشاكل الطلاب نتيجة تغير الأوضاع بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تتطلب دعما أكبر للمكاتب، بحيث تكون هناك نسبة وتناسب بين عدد الطلاب والجهد المطلوب ونحن لا نبعث أبناءنا لكي يعودوا حاقدين علينا بل نريدهم أن يكونوا أكثر التصاقا بنا... ففي بريطانيا مثلا يقوم الدكتور غازي مدني بجهود عظيمة ومن قبله كان الدكتور عبد الله الناصر أيضا لكنهم لا يستطيعون أن يقدموا ما يتوازى مع عدد الطلاب، وأنا لا أقصد أن نفتح باب المادة المغرية لحفظ الطلاب وإنما فتح باب المادة التي تحفظ للطالب كرامته.
• وأين ذهبت تقاريركم بشأن هذه الأمور؟
التوصيات موجودة ولدي الشيء الكثير منها ولكنها حفظت في الأدراج كالعادة وفي تصوري أننا بحاجة إلى التطبيق العملي بدلا من التنظير .
• قيل أنك لم تعد برغبتك ؟
بداية أنا عدت برغبتي عام 1406ه اتقاء لأي شبهة قد تقال، وأثير حولي خلاف بشأن بعض المشاكل المالية الخاصة بالمكتب، وكلها أمور روتينية حدثت وانتهت... صحيح قد يرى البعض أنني عدت موظفا رمزيا لكنني بفضل الله لم أتضاءل ولم أفقد بريق العلاقة مع الأصدقاء والطلاب، وأكرمني الله بعد ثلاثة وعشرين عاما بأن تزايدت وكبرت علاقتي مع الناس لأنني أراقب الله في كل عمل وتقاعدت عام 1418ه على وظيفة مستشار في المرتبة الخامسة عشرة.
• ولماذا رفضت منصب أمين العاصمة المقدسة؟
حاول المهندس محمد سعيد فارسي أن يأتي بي أمينا للعاصمة المقدسة وعرض علي الموضوع كثيرا لكنني ترددت خشية من الله فهذه مكة المكرمة وكما هربت من القضاء خوفا من الله فأنا لا أقدر على أمانة العاصمة المقدسة خوفا من ذلك أيضا.
• ولم تستفد أيضا من شهادة الدكتوراه في العمل كمحامي؟
أنا أقدم خبرتي في مجال المحاماة بدون مقابل، ولعلمك فأنا مأذون شرعي وعمري تسعة عشر عاما وأعقد للأصدقاء فقط، وأنا لم أعمل محاميا ولكنني فتحت مكتبا في جدة بعد أن طلب مني رئيس ديوان المظالم سابقا ومكثت فيه ثلاثة أيام فقط ثم تركته عندما جاءني زبون فوجدت الباطل والظلم عليه ولم أستطع أمام معاناته أن أطلب منه ريالا واحدا، وهكذا اعتدت أن أقدم خدمات ولا آخذ مقابل لها وأسعى الآن لفتح مكتب محاماة لمساعدة المحتاجين وليكون نواة لابني عبد الله الذي يدرس القانون، وقد تقدمت بطلب رخصة ولكنهم لم يعطوني وقالوا لي: أنت مؤهلك تربية وشهادتك التي حصلت عليها ليست في القضاء، ونسوا أنه أول كتاب يجمع بين القضاء والتربية وقدم له خمسة علماء مسلمين لا أعرف منهم إلا واحدا من السودان وطالبوا بأن يتم تداوله بين رجال القضاء والقانون .
• ربما أخذوا منك موقفا لأنك انتقدتهم؟
أنا متفائل بالشيخ صالح بن حميد لأنه فلتة من الفلتات ونرجو منه كل خير، وأقولها لك صادقا: من الأمور التي أبعدتني عن المحاماة ما وجدته من عدم مودة القضاة للمحامين فهم لايعطونهم حقهم ووزنهم على عكس ما يحدث في الغرب، فنحن نحتاج إلى نقلة ودم جديد لأن بلادنا بنيت على القضاء والعدل باعتباره صمام الأمان، والدولة تحترم القضاء احتراما ما رأيته في دولة من دول العالم وبالتالي فإن على القاضي أن يرتقي بعلمه وإمكانياته حتى يلبي حاجة العدل الذي يرجوه الجميع، وعندما كانوا يقولون لرئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل بأن أمور البلاد ليست على ما يرام فكان يسألهم عن القضاء فقالوا له: إنه طيب، فرد عليهم: إذا نحن بخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.