كما في سوق الأوراق المالية مضاربون، هناك مضاربون في سوق الإعلام، يتمترسون خلف الشاشة، عيونهم مفتوحة، وأعصابهم مشدودة، والمؤشر الأحمر مدعاة لارتفاع ضغط دمهم، والأخضر لانخفاضه، وبين الارتفاع والانخفاض يبدو سوق الإعلام، أشبه بحلقة مفرغة تارة، ومملوءة تارة أخرى «والشاطرة تغزل برجل حصان». تحول الأمر عند المضاربين في سوق الإعلام، إلى إحداث صيحات على غرار «صيحات وول ستريت والسبيل الذي تتمكن حفنة من المضاربين من خلاله، السيطرة على سوق الأسهم، واختلاس النظر إلى الأوامر الصادرة عن المستثمرين، بل والتلاعب خفية في أسعار الأسهم» ترى من هم المضاربون في سوق الإعلام؟ من أين جمعوا الأموال؟ كيف جمعوها؟ ما الدافع وراء استثمارها في سوق الإعلام؟ هل لها مردود مادي أو معنوي؟ كيف يقيمون النتائج؟ وعلى أي أساس؟ وما المعايير والضوابط الخاصة بهذا الاستثمار؟ أسئلة تطرح في خضم القنوات المفتوحة في الفضاء، يملكها من هب ودب، لا قيم لمعظمها، ولا ثقافة وقورة عند بعضها، ولا ترفيه عند بعضها الآخر إلا من خلال السماجة، والإباحية، وقلة الذوق، وفوق هذا وذاك جمهور غلبان مسكين، يبحث عن اللغة الرصينة فلا يجدها، والصوت الواضح فلا يلقاه، والقلم المسؤول فينعدم وجوده إلا نادرا. صيحات الألم، والندم، والحسرة، تنطلق من كل اتجاه إزاء إعلام مشبوه صورة، وصوتا، وكلمة، وموبوء هدفا وغاية، ومشكوك في رسائله الموجهة للمتلقين، الذين اضطروا لمشاهدته، وقراءته، وسماعه، ورغم ذلك فهو يفتقر إلى الصدق، والوضوح، والموضوعية، وإن كانت هذه الأخيرة محل جدل ونقاش، ولكن الحد الأدنى منها مطلوب، ومرغوب، والصادق دوما في المقدمة، والكاذب دوما في المؤخرة، ومن يصدق فلنفسه، ومن يكذب فعليها «وما ربك بظلام للعبيد». تضخ ملايين الدولارات في سوق أسهم الإعلام، والأرباح تتوالى عبر المؤشر الأخضر، وهي أرباح تجنى من أناس بسطاء، خدعوا، وغرر بهم، وساقهم حظهم العاثر إلى هذا المصير، فانقلبوا إلى أهلهم نادمين، وإلى أسرهم معدمين، وإلى أبنائهم خائبين. يعمل في سوق أسهم الإعلام، أصحاب قرار ومؤسسون، ومتصلون، وبائعون، وشارون. أما المتلقون فهم الورقة الرابحة، والجواد الخاسر، والضحايا حتى لو كانوا مخضرمين. وتدور العجلة في سوق أسهم الإعلام، وفي دورانها تطحن المساكين، وتعلي من شأن الهوامير، هوامير سوق أسهم الإعلام، من بأيديهم سلطة الرفع، والخفض، والربح، والخسارة، ويظلون في الميدان ليزداد أغنياء الإعلام غنى على غنى، ويزداد فقراؤه فقرا على فقر. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة