أعتقد أن الوقت حان كي تعيد الصحف السعودية ترتيب أوراقها، في نشرها لآراء الكتاب، ويبدو أنه لا يوجد وقت الآن أمام قارئ، ليقرأ مقالا طويلا تتجاوز كلماته أكثر من (800) كلمة، في صحيفة سيارة، يفترض أن يقرأها أناس أكثريتهم عاديون، وأقلهم مثقفون، ويستحسن أن تلزم الصحيفة الكتاب بعدد محدد من الكلمات، لا أن يترك كل منهم ليطيل، ويطيل، ويطيل، ومهما بلغت الإطالة فلا مانع من النشر، حتى لو كان ذلك على حساب القارئ العادي، أو على حساب مواد تدخل في إطار وظائف الصحيفة. المتلقي يحيط به الآن الإعلام من كل جانب. قنوات فضائية يبث معظمها ما هب ودب، من الثقافة السطحية الضحلة، والمسلسلات التي يطغى على معظمها طابع التهريج، وفيض من الصحف من هنا وهناك، تحاول ربط القارئ بها على طريقة: «نحن هنا» وإيقاع سريع للحياة اليومية، وقضايا تدني الرواتب، ومآسي الغلاء وارتفاع الأسعار، والبحث عن سرير في مستشفى، ومقعد في مدرسة، وسوق الأسهم الذي يرفع الضغط تارة، ويخفضه تارة أخرى، وأمراض العصر: السكري، وضغط الدم، وضجيج المركبات (السيارات) في الشوارع، وأنين المرضى في المستشفيات، والبطالة الضاربة أطنابها، والخلافات حول الرؤى التي تتحول إلى اتهامات، وتشكيك، كل هذا وغيره لا يترك مجالا لمعظم القراء لقراءة موضوعات مطولة، زاخرة بعدد وافر من الكلمات، كان يمكن اختصارها في عدد محدود منها، ليجعل القارئ يواكب زمن ال Fast Food (الوجبة السريعة) يلتهمها وهو على قارعة الطريق، ويشرب خلفها أنواعا من المشروبات المصبوغة!! ياسادة، يا أساتذتي، يا من أحرص على قراءة أفكاركم ورؤاكم، أريحوا القراء من الإسهاب في الموضوعات، واحرصوا فضلا لا أمرا على أوقاتهم وأوقاتكم، ووفروا يا راعاكم الله على أنفسكم مشقة البحث عن كلمات، تكتبها أقلام متوقعة أن تجد من يقرؤها. ويا سادة، يا رؤساء التحرير، أناشدكم أن تحددوا عددا معينا من الكلمات لكل كاتب، لا يمكن له تجاوزه، وألزموه بذلك حفاظا على قراءة صحفكم، وما يكتبه الكاتب، وأقترح أن يكون كل موضوع في حدود (450) كلمة، وإذا كان مقالي هذا أكثر من ذلك ف «عكاظ» في حل من نشره.. جربوا، وحاولوا، واطرحوا المسألة أمام القراء، فهم الفيصل والحكم، واتركوا رأيي جانبا. أثابكم الله، وسدد على طريق الخير خطاكم، والسلام على من كتب فأوجز. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة