يستعيد العم مرعي حنش الحارثي (80 عاما) ذكرياته عن رمضان في الماضي، مؤكدا أن الصوم لم يكن يقدر عليه إلا الرجال الصابرون، في ظل حرارة الجو وشظف العيش وقلة الزاد، «كان الصائمون يعدون على الأصابع لأن الكثير منهم يعملون في الحرث والرعي والمهن الصعبة طوال النهار.» ويؤكد أن البعض لا يجد ما يفطر عليه إذا صام ومنهم من لا يجد ما يتسحر به، ويتذكر عدد من الأصدقاء منهم من فارق الحياة كانوا يبللون ملابسهم بالماء في الأودية من شدة الحر، ومع ذلك كانوا يصومون، ولم تكن هناك كهرباء أو منازل مريحة، «كنا نعيش في العشش، ولا نجد من القوت إلا القليل من اللبن وبعض الخبز والعيش الذرة». وعن طريقة الإفطار في الماضي يقول «كان كل شخص من الجيران يحمل إفطاره البسيط المتواضع، والمكون عادة من الخبز والسمن البلدي وقليل من الماء الذي كنا نضعه في الأزيار أوما تسمى (الجرة ) ويجتمعون في المصلى أو المسجد المبني من القش لتقاسمه فيما بينهم وكنا نحمد الله على ذلك». ويجزم العم مرعي أن الفرق شاسع جدا بين الصيام في الماضي والحاضر، واليوم تتوفر الكهرباء والمنازل الواسعة المكيفة والكثير من الخيرات، والكل يصوم الكبير والصغير، ولا نشعر هذه الأيام بالجوع أو العطش. ويضيف «بعض العادات القديمة لا زالت موجودة حتى يومنا هذا كالإفطار الجماعي في المساجد مع الأهل والجيران». ويدعو الحارثي أبناء الجيل الحالي أن يحافظوا على الصيام والعبادة «لأنهم في نعمة فقدناها في الزمن الماضي، كما أدعوهم إلى المحافظة على العادات الرمضانية التي تدعو إلى التكافل الاجتماعي والترابط الأسري في رمضان».