ها هو الأسبوع الأول من شهرنا الفضيل «رمضان» قد مضى وانقضى بعد أن ملأ فيه بعضنا بطونهم بما لذ من أطايب الطعام ومختلف أنواع العصيرات وأصاب بعضنا ما أصاب من عطف أهل الخير في شهر الخير من تخفيف لوطأة حاجاتهم وإشباع لاشتهاءات فاقتهم فامتلأت بطون خاوية وارتفعت معنويات نفوس ذاوية فامتدت الأكف لله شكرا، وتبتلت القلوب إلى بارئها صلوات وتلاوات وذكرا فامتلأت بالمصلين المساجد بين راكع لربه وساجد تشرئب أعناقهم بروحانية الدعاء ويشتد إلحاحهم في طلب المغفرة والرجاء إلى باسط الأرض ورافع السماء بأن يتقبل منهم – في هذا الشهر الكريم – صالح ما قدموه من أعمال وطالبين من جوده وكرمه أن يصلح – في حياتهم – ما فسد من الأحوال ويقيهم ذل المهانة والسؤال شاكرين الله على ما أنعم به عليهم من أمن وأمان وداعينه – جلت قدرته – أن يجنبهم شرور ما يفعله الإنسان بالإنسان في مختلف أنحاء الأرض والعديد من الأوطان.. يقابل ذلك ما تنقله إلينا الأخبار من تجاوزات بعض التجار وبائعي الفاكهة والخضار في تصعيدهم لرفع الأسعار بما هو أشد من لهيب النار دون أن يتذكروا أن هذا شهر الرحمة «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» وأن «من لا يَرحم لا يُرحم» وكأنهم لم يقرأوا قول الله تعالى: (وَأن ليْسَ لِلإنسَانِ إلَّا مَا سَعَى* وَأنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى* ثمَّ يُجْزَاهُ الجَزَاء الأوْفى) .. ورحم الله امْرَأ أنفقت يمناه ما لا تعلم يسراه. أغنياء كثيرون في بلدان العالم – من حولنا – ليس في ديانتهم رمضان ولا يدينون دين الحق ينثرون أموالهم – بملياراتها وملايينها – لفعل الخير في كل مكان ويخففون بها من معاناة «بلاوي» الإنسان.. ذاك يبني مستشفى للأورام وآخر ينشئ ملجأ للأيتام وثالث قد اتخذ من مكافحة وعلاج أمراض العصر مساهمة منه في تخفيف آلام الإنسانية وإنقاذ البشرية. في هذا الشهر الكريم تنمو في داخل كل منا صفات المؤمن الذي يبتغي من الله الثواب ويوقن – في أعماقه – بأنه سيلقى الله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. فلنسأل الله أن يجعلنا – جميعًا – ذلك الإنسان وكل رمضان وأنتم في خير وعافية. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة