قرأت في عدد الجزيرة رقم 14204 في 19-9-1432ه ما كتبه الدكتور محسن الشيخ آل حسان تحت عنوان (هل بالفعل لدينا فقراء بالمملكة) وتعليقاً عليه أقول نعم يوجد لدينا فقراء بالمملكة.. ويوجد لدينا أغنياء يعيشون في أحسن حال ويوجد لدينا من دخلهم عال ويعيشون عيشة مستقرة ويوجد لدينا من دخلهم متوسط وهم مستورو الحال.. ويوجد لدينا فقراء يعيشون على الكفاف ويوجد لدينا فقراء معدمون وهم الذين سوف أتحدث عنهم وهم موجودون في كل مدن وقرى وهجر المملكة يكابدون الفقر والفاقة يتعففون عن السؤال ولا يسألون الناس إلحافا. وكنماذج لهم أروي لكم حال أرملة في حضنها أبناء وبنات قصر توفي والدهم وتركهم زغب الحواصل لا مال ولا سكن والدتهم تعمل بأجر شهري مقطوع قدره 500 خمسمائة ريال عاملة تنظيف، تصوروا تعمل بخمسمائة ريال في الشهر فقط كي توفر لقمة العيش لأولادها تقدمت لإدارة التعليم منذ سنوات للحصول على وظيفة أي وظيفة (خادمة) أو (مراسلة) في مدارس البنات أو في إدارة التوجيه ولكن لم تجد قلوباً حنونة تساعدها وتساعد أولادها. أولاد الجيران يفرحون بألعاب العيد وثيابه الجديدة وأبناؤها وبناتها لا يجدون ثمن ثوب العيد. أما الأرملة الثانية فهي تعول بنتين قاصرتين توفي والدهما وتركهما في حضانتها فقيرات معدمات يعشن على مساعدات أهل الخير حتى سكنهم مستأجر والمؤجر لا يرحم. أما النموذج الثالث فهم أيتام لأبوين فقراء لا دخل لهم إلا إحسان المحسنين ومساعدة الجمعية الخيرية القليل حسب إمكانياتها المتوفرة وقد استأجرت لهم الجمعية الخيرية سكناً بعد أن عجزوا عن سداد الإيجار. هذه النماذج الفقيرة المعدمة موجودة في كل أنحاء المملكة وتحتاج إلى دراسة جادة لأحوالهم. وخادم الحرمين الشريفين حفظه الله هو أبو الفقراء وماسح رؤوس الأيتام وقلوبهم متعلقة بالله ثم بعطف وحنان والدهم عبدالله بن عبدالعزيز لمواساتهم وسد فاقتهم. محمد بن عبدالله الفوزان - محافظة الغاط